الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار بالنصح والموعظة الحسنة ما لم يحصل ضرر

السؤال

لي صديقة منذ الطفولة، وأنا الآن عمري 23 سنة. أنا أتعلم الآن الدين، ومهتمة جدًّا بذلك، ولكن في نفس الوقت ابتعدت صديقتي عن الدين جدًّا. أصبحت تسهر في البارات بحضور راقصات، والمدهش في ذلك أن أخاها يكون معها، وعائلتها " المنفتحة" لا ترى مشكلة في ذلك! تحدثت معها سابقا، وقالت لي إنها ستحاول أن لا تعود لفعل ذلك، لكن دون جدوى. ماذا أفعل؟
مع العلم أنها عزيزة جدًّا عليَّ، وأريد مصلحتها، وكذلك كنت أعلم منذ الصغر أن عائلتها منفتحة، ولكن ليس إلى هذا الحد. بدأت أفهم أن انفتاحهم سلبي عندما لبست الحجاب، وخافوا أن تتبعني ابنتهم، وذلك منذ أربع سنوات.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نشكرك على سعيك في سبيل تعلم دينك، والاستقامة على طاعة ربك، فجزاك الله خيرا، وزادك هدى وتقى وصلاحا. ونسأله سبحانه لصديقتك هذه التوبة والهداية، وسلوك سبيل الرشاد.

ونوصيك بها خيرا بأن تكثري من الدعاء لها، فلعل دعوة صالحة تكون سببا لرجوعها لرشدها وصوابها، وينبغي أن تستمري في نصحها بالحكمة والموعظة الحسنة، وداومي على ذلك ما رجوت صلاحها، فإذا غلب على الظن أن لا يجدي نفعا، فاتركيها وحالها، وخاصة إن خشيت على نفسك ضررا، قال الله تبارك وتعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى {الأعلى:9}، جاء في تفسير السعدي لهذه الآية قوله: فذكر بشرع الله وآياته، إن نفعت الذكرى، أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة ـ سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه ـ ومفهوم الآية: أنه إن لم تنفع الذكرى ـ بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير ـ لم تكن الذكرى مأموراً بها، بل منهياً عنها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني