الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسؤولية البنت تجاه تعليم أمّها تعاليم الدين

السؤال

والدتي أوروبية، وكانت نصرانية، لكنها بعد زواجها بوالدي نطقت بالشهادتين، وتصوم، ولا تأكل المحرمات، لكن معلوماتها الدينية قليلة، وأحيانًا أشعر أنها اعتنقت الإسلام ليس إيمانًا، لكن بسبب تعوّدها على معيشة المسلمين فقط؛ بسبب عيشها في بلد مسلم، وهي لا تصلي، وليست متحجبّة، ولم يُعلّمها أحد من قبل، وبقيت هكذا، وعندما أناقشها لا تريد المناقشة، فهل سيحاسبني الله عليها؛ لأنني لم أعلمها الدين جيدًا؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال ما ذكرت من أن أمّك قد نطقت بالشهادتين، وتصوم؛ فالأصل أن يحمل الأمر على صدقها في إسلامها، ولا يجوز أن يشكّ في أمرها؛ حتى يتبين أنها على خلاف ذلك.

والواجب على من علم بحالها أن يسعى في سبيل تعليمها أمور دِينها، ومن أهم ذلك: أن يبين لها أنها يجب عليها أن تصلي، ويبين لها مكانة الصلاة من الدِّين، وأنها من أعظم الشعائر.

وتعليمها أمر دِينها يعتبر من فروض الكفاية، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الآخرين.

وإذا لم يوجد غيرك؛ فالوجب عليك القيام بذلك، فإن قمت به، فأنت مأجورة، وإلا كنت مسؤولة عن التفريط في ذلك أمام الله سبحانه، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 29987.

واعلمي أن من أعظم برّك بأّمك، وإحسانك إليها أن تكوني سببًا في هدايتها الصراط المستقيم، والثبات على الحق.

وينبغي تحرّي الحكمة في تعليمها، واستعمال الرفق واللين، ويمكنك أن تستعيني ببعض أهل العلم والفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني