الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسبة المولود من الزنا

السؤال

بكل أسف وندم شديد، أطرح عليكم هذا السؤال فضيلة الشيخ.
كنت أعيش في ديار الغربة ذاهبا للعمل، غير محصن. زنيت مع عدة نساء لمدة 4 أو 5 سنوات. وحدث مع واحدة منهن أن حملت عدة مرات وكانت تجهض في الأسابيع الأولى من الحمل بإلحاح مني 3 أو 4 مرات على ما أتذكر، وإلا فلن أستمر بالعلاقة معها. وفي آخر المرات رحلت من ذلك المكان الذي كنت أعمل فيه؛ لعمل أفضل. وكانت تتصل بي لكي تزورني للالتقاء، وكنت أرفض بسبب بدء شعوري بالندم، والتفكير في البحث عن حياة الاستقرار بالتوبة إلى الله والزواج. وبدأت تهددني بأنها حامل، وأرسلت صورة لها، وأنها سوف تضع الحمل إن لم أوافق على الالتقاء بها مجددا، وحتى إني دفعت لها مبلغا من المال لكي تجهض مجددا، لكن كانت تقول إنها لن تفعل بسبب مرور عدة أسابيع على الحمل. وبعد أن واصلت تهديداتها غيرت رقم هاتفي، ولم نعد على اتصال أبدا. وبمرور الوقت فقد قررت الزواج والتوبة إلى الله، ولكن دائما ما كان ينتابني ندم وقلق شديد يعكر صفو حياتي على الماضي الأسود، وأسأل نفسي: كيف أصلح غلطتي، وحتى إني حاولت الاتصال بها لمعرفة الحقيقة عن الحمل، لكن لم أتمكن من ذلك بعد مرور عدة سنوات لسبب ما. والآن غيرت البلد الذي أعيش فيه، ودائما ما أفكر في الماضي التعيس.
أسألكم فضيلة الشيخ عن الحكم الشرعي في أمر مسألتي.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب، فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات.

والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب.
فإذا كنت قد تبت إلى الله؛ فأبشر بقبول التوبة، وعفو الله عنك -إن شاء الله- قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. [الشورى:25].

وليس عليك شيء بخصوص تلك المرأة أو حملها إن كانت حاملاً، فالمولود من الزنا غير لاحق بك، بل ينسب إلى أمّه فقط.

فاحذر من استدراج الشيطان لك، ولا تشغل نفسك بشأن هذه المرأة، واشغل نفسك بعمل الصالحات، واجتهد في التعجيل بالزواج من امرأة صالحة تعفك، وتعينك على طاعة الله عز وجل، وأكثر من ذكر الله ودعائه؛ فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني