الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمييز بين مني المرأة ومذيها

السؤال

عند التفكير ببعض الأمور، أو الاستمناء، أشعر بنزول شيء غير متدفق بكمية كبيرة، لونه شفاف ولزج، وأحيانًا ينزل دون أن أشعر به، وأحيانًا أخرى أشعر بنزول سائل أصفر بكمية قليلة، وأحيانًا لا أشعر به، فهل اللون هو الذي يحكم؟ وما الحل إذا لم أستطع التمييز بين المني والمذي؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هناك علامات تستطيع المرأة أن تميز بها ما يخرج منها من مني وغيره، كما قال أهل العلم، فمني المرأة أصفر رقيق، وقد يبيض لزيادة قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما:

إحداهما: أن رائحته كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وإذا يبس فإن رائحته تكون كرائحة البيض.

والخاصية الثانية: التلذذ بخروجه، وفتور شهوتها عقب خروجه.

وأما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه.

إذا عُلِم هذا؛ فإذا كانت السائلة لا تجد فيما ترى مواصفات المني المذكورة، فالظاهر أنه مذي، لا سيما أنها لا تحس بخروجه، وهذا من أبرز علاماته.

والمذي نجس، يجب غسل الثياب منه، ويجب تطهير المحل الذي أصابه من البدن والثياب، وهو ناقض للوضوء، ولا يوجب غسل جميع البدن.

وأما المني، فهو طاهر على الراجح، ولكن يستحب غسله من الثوب.

وخروجه موجب للغسل، أي: غسل الجنابة، وقد استوفينا القول في الفرق بين مني المرأة ومذيها، وما يجب بخروج كل منهما في فتاوى كثيرة، منها الفتوى: 65593.

وإذا شكت المرأة في الخارج منها هل هو مني أو مذي؟ فإنها تتخير بينهما، فتجعل لهذا الخارج حكم أحدهما، وهذا مذهب الشافعية، كما بينا الفتوى: 64005.

ولمزيد من الفائدة، تراجع الفتويان التاليتان: 131107، 156687.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني