الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترتيب في قضاء الفوائت التي صليت دون اغتسال من العادة السرية

السؤال

منذ أن كنت صغيرة وأنا أمارس العادة السرية، ولم أكن أعرف اسمها، وبعد عام من بلوغي، واكتشافي لموقعكم، وقراءة الفتاوى، اكتشفت أنها تسمى العادة السرية، ويجب الغسل منها، لكنني لم أكن أغتسل، وكنت أصلي، وقد تبت من هذه العادة، وأقلعت عنها، وعليّ أن أعيد قضاء صلاة سنة كاملة، وأريد استشارتكم في أمر النية في الصلاة، فعندما قمت بحساب الأيام التي أريد قضاءها، وجدتها 341 يومًا، فهل قبل الصلاة أنوي أن أصلي الصلاة فقط على ترتيبها المعروف، أم أنوي الصلاة بحسب ترتيب اليوم والشهر، فأنوي صلاة ظهر الاثنين 5 سبتمبر2019 مثلًا؟ فقد دخلني الشك، ولم أرد أن أبدأ قضاء الصلوات حتى أستشيركم، مع العلم أنني نسيت الأوقات التي لم أصلِّ فيها بسبب الحيض، لكنني نقصت من كل شهر 7 أيام، وهو متوسط المدة التي كان يأتيني فيها الحيض، فقد كان في الأول تارة 6 أيام، وتارة أخرى 9، إلا الشهور الأخيرة فقد وضعت علامة على الأيام التي جاءني فيها الحيض في الهاتف من قبل.
وشكرًا، وأرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن من فضلكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالغسل لا يجب إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وأما مع الشك، فلا يجب الغسل.

وعلى تقدير أنك تيقنت خروج المني، ففي وجوب إعادة تلك الصلوات التي صليتها بغير طهارة وأنت جاهلة، خلاف بين العلماء، أوضحناه في الفتوى: 125226.

وعلى القول بوجوب القضاء، فإن وجوب الترتيب بين الفوائت محل خلاف كذلك بين العلماء، ومذهب الشافعية عدم وجوبه، خلافًا للجمهور، وهو قول قوي، كما بيناه في الفتوى: 127637.

وعلى القول بوجوب الترتيب، فإنك تبدئين بأول صلاة فاتتك، فتقضينها وما بعدها مرتبة؛ حتى تنهي ما عليك، ولا تتركي الترتيب إلا لخوف فوت صلاة الوقت، كما يقرره فقهاء الحنابلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني