الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية هدم ما بني على المقابر القديمة

السؤال

مسألة هامة جدا يا شيخ، وأرجو الحصول على جواب لها.
هناك مقابر لعائلة فيها موتى كثيرون بداخل أرض زراعية مبنية منامات وليست قبورا. قام بعض أفراد العائلة بردم المقابر القديمة، وبناء مقابر جديدة فوقها بدون علم الباقين من العائلة.
فهل يجوز أن يطالب الباقون بإرجاع الأمر لأصله، وذلك بهدم ما تم بناؤه، وإزالة الرمال التي تم الردم بها، أم سيسبب هذا الأمر أذى مضاعفا للموتى في المقابر التي ردمت؟
وكيف الحال لو رفض من قام بهذا الأمر أن يرجع الأمر لأصله، حيث لن يبقى سوى اللجوء للمحاكم بين الأهل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبناء على القبر منهي عنه، وراجع في ذلك الفتاوى: 29974، 244339، 132285.

والميت إن كان يتأذى، فإنه يتأذى بالبناء على قبره، لا بهدم البناء المنهي عنه، والذي أمرنا بتسويته، فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ألا أبعثك، على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. رواه مسلم.

وعلى ذلك فهدم ما بني على المقابر القديمة هو المشروع، وأما إزالة الرمال التي تم الردم بها، فلا يدخل في ذلك، ولا داعي له.

وفي حال رفض من قام بالبناء أن يهدمه، فالأفضل أن تتحاكموا لأحد من أهل العلم، وأن توسطوا بينكم أهل الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني