الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب ستر الشخص على نفسه

السؤال

أنا من عائلة محترمة، وابنة وحيدة، كل أهل المدينة يحترمون عائلتي، كنت دائما تلك الفتاة الخجولة التي لا تتكلم مع أحد، لكن آسفة وبدون ذكر التفاصيل استطاع أحد الشباب أن يأخذ بيدي إلى الهاوية -يعني الذنوب-، ولما أتذكر -والله- يحترق قلبي. كنت أتكلم معه عبر الإنترنت، وأخذ صورا لي غير محتشمة، وبعد ذلك أحسست أني تغيرت إلى الأسوأ، وتكلمت مع كثير من الشباب بعد ذلك. لكن بداخلي كنت أحس دائما أن ما أفعله حرام، وقررت التوبة، وابتعدت عن كل المعاصي.
ولما أتذكر ما فعلت أغلق على نفسي، لا أكل، ولا نوم، والله أبكي عندما أتذكر أن هناك من لديهم صورتي، ومررت بأزمة نفسية بسبب الندم، والحمد لله ثابرت في صلاتي، والزكاة، وقراءة القرآن؛ حيث وجدت طمأنينة النفس. لكن الشباب في مدينتي دائما يلقبونني بال...... عندما يروني، ودائما أكثر الاستغفار عندما أسمع هذا الكلام السيء عني، وأدعو الله أن يزيدني صبرا.
وحتى عندما يريد أن يتقدم لي أحد يسأل عني، ولا يعود، وذلك بسبب ما يسمعه من الناس. عائلتي لا تعلم بما فعلت في الماضي، وأحيانا أريد إخبارهم لكي أرتاح من هذا العبء، لكن أتراجع خوفا.
تقدم الآن شاب من حيِّنَا لخطبتي، وأنا خائفة أنه سيعلم بماضيّ، أو يسألني. علما أنه لا يعرف أيَّ شيء عني. والله نفسيا تعبت، وأدعو الله وأبكي؛ لكي يغفر لي، ويستر عليَّ، لكن العبد لا يستر على أخيه؛ خاصة أني أسكن مدينة صغيرة، ومعظم الشباب يعرفون ماضيّ.
بماذا تنصحونني؟ هل أخبره بما فعلت، وأني تبت؟ أم أقبل بدون قول شيء؛ لأني خائفة أن يسمع مع الوقت من أحد الناس؟
تعبت نفسيا، كلما أتذكر ما فعلت أبكي، والندم دمرني. بماذا تنصحونني، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تخبري الخاطب أو غيره، بما وقعت فيه من المعاصي، ولكن استري على نفسك.

جاء في التمهيد لابن عبد البر -رحمه الله-: الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره. انتهى.

وما دمت تائبة إلى الله تعالى؛ فأبشري بقبول التوبة، وعفو الله، وستره. فالتوبة تمحو ما قبلها والله تعالى يحب التوابين، ويفرح بتوبتهم، ويبدل سيئاتهم حسنات، وأكثري من ذكر الله تعالى، ودعائه؛ فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني