الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينال المرء ثواب ما فاته من نيات صالحة؟

السؤال

قام أحد الأفراد بعمل خير معين، بنية معينة، ثم بعد ذلك اكتشف صدفة أن هذا العمل كان بالإمكان أن تكون له نوايا خير أعظم أكثر، ونوايا أخرى مع النية التي نواها أولا. فقال وهو صادق النية: يا رب، لو كنت أعلم هذه النوايا الحسنة الخيرية العظيمة الخير، قبل أن أفعل هذا العمل، لكنت نويت هذه النوايا العظيمة الخير لهذا العمل، لكن لم أكن أعرف إلا بعد القيام بالعمل.
السؤال: هل يحصل على ثواب هذه النوايا لهذا العمل، وهو لم ينوها؛ لأنه لم يكن يعرفها، وهو صادق النية أنه لو كان يعرفها، لكان نواها قبل العمل؟
وجزاكم الله -عز وجل- خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن ثمرات العلم أنه يعين صاحبه على تحصيل الأجور الكثيرة بالأعمال اليسيرة، ومن ذلك أن ينوي الشخص بعمله الواحد نيات صالحة كثيرة، وأن يحول العادات المحضة إلى عبادات يؤجر عليها، وانظر الفتوى: 332143 .

وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.

فالظاهر -والله أعلم- أنه ليس لهذا الشخص من الثواب إلا ثواب ما نواه من الطاعات، ولكنه مأجور على حزنه على ما فاته من الثواب والخير -إن شاء الله تعالى-. وليحرص فيما يستقبل على استحضار نيات الطاعات قبل القيام بالعمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني