الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

زوجي في رمضان مرض بالكلاوي، ولم يصم نصفه، ثم جاء رمضان الذي بعده، ولم يرجع الأيام التي أفطرها، وكذلك في رمضان مرض بفيروس كورونا، وأفطر. ماذا عليه الآن؟ لأنه لا يعرف ماذا يفعل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى أباح الفطر للمريض في شهر رمضان، مع وجوب القضاء عليه إذا زال مرضه، فقال عز وجل: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}.

ولكن إذا كان المرض مزمنًا لا يرجى برؤه، فليس على صاحبه الصيام، بل يدفع الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم من رمضان فقط في قول أكثر أهل العلم.

وعليه، فإن كان عذر زوجك الذي ترك الصيام لأجله ذهب، وشفي منه، وأطاق الصيام، فعليه قضاء ما أفطر من رمضان. وتأخيره للقضاء حتى دخل عليه رمضان الثاني؛ لا حرج عليه فيه -إن كان لعذر-، وأما لو كان بغير عذر؛ فهذا يوجب إطعام مسكين عن كل يوم من تلك الأيام التي أخر قضاءها بلا عذر على الراجح.

وللفائدة حول مقدار الفدية، وكلام أهل العلم فيها انظري الفتوى: 111559.

وننصح بمراجعة الأطباء الثقات ليستفسر منهم حول مدى قدرته على الصيام، وهل يضره أو لا؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني