الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من ينزل منه المذي والودي بشكل متقطع

السؤال

أرجو منكم إجابتي بشكل عاجل، حتى أصلي وأنا مطمئن البال.
أرسلت لكم سؤالا سابقا عن المذي، ورقم سؤالي: 433828. والآن أريد أن أسألكم حتى أصلي وأنا مرتاح البال.
شيخي الحبيب: ذهبت للطبيب، وأثناء الفحص ظهر لدي التهاب بالبروستات، واحتقان؛ مما يسبب نزول المذي والودي بشكل متقطع وبدون شهوة أو إثارة، أنا كثير المذي بطبعي، ولدي التهاب في البروستات، أصبح الأمر محرجا.
دائماً بعد الاستنجاء من البول ينزل مني المذي بشكل متقطع، يعني إذا استنجيت وتطهرت، وأردت الوضوء بعد خمس دقائق، ينزل المذي.
دائما أستنجي عند وقت الصلاة حتى أتوضأ. ماذا أفعل في هذه الحالة هل أترك صلاة الجماعة حتى ينقطع المذي، والمذي لا ينقطع إلا بعد نصف ساعة، وتكون صلاة الجماعة قد فاتتني؟ وإذا قلت لي: انتظر حتى ينقطع، ربما ينقطع وأنا أظن أنه لم ينقطع.
وماذا أفعل إذا توضأت وصليت، والمذي أصبح ينزل على ثيابي وأنا في الصلاة. هل صلاتي صحيحة؟ لأنني قمت بمراقبة نفسي، ووجدت أن المذي يخرج مني عقب البول، ويخرج بعد الاستيقاظ من النوم، ويخرج بشكل متقطع في نصف النهار وهكذا.
وأنا محتار في أمري. لا أجزم أنني مصاب بسلس المذي، ولا أجزم أنني سليم؛ لأن المذي يخرج مني بشكل متقطع. ماذا لو تطهرت ثم صليت، وأثناء الصلاة نزل مني المذي وأنا لم أنتبه. هل صلاتي صحيحة؟ وكيف أتطهر في هذه الحالة لأن لدي التهابا في البروستات؟
وكيف يمكنني صلاة قيام الليل. هل يكفيني وضوء واحد، وأثناء صلاة القيام إذا نزل مني المذي. هل أقطع صلاتي؟ وهل أضع خرقة أو قطعة قماش على ذكري وأربطه؟
وهل يجوز قراءة القرآن والمذي ينزل بشكل متقطع؟
أرجوكم ما هو الحكم الشرعي في حقي؛ لأنني تعبت من المذي وفقدت لذة العبادات.
أخاف أن تكون صلاتي غير مقبولة. وماذا أفعل إذا كان المذي يخرج مني بدون تحكم أو إرادة. هل يحاسبني الله؟ وهل أنا معذور عند الله؛ لأنني أحب الله كثيراً، وأريد أن أؤدي العبادات كما أمرني الله.
أرجوكم أجيبوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الحال كما وصفت، فيظهر أن حكم صاحب السلس ينطبق عليك. فإن من لا يعرف مدة معينة ينقطع فيها حدثه، بحيث كان الحدث ينقطع تارة ولا ينقطع أخرى، وتطول مدة انقطاعه تارة وتقصر أخرى، وتتقدم تارة وتتأخر أخرى؛ فهو من أصحاب الأعذار، وانظر الفتوى: 136434.

وعلى هذا؛ فإنك تتوضأ بعد دخول الوقت، وتصلي بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك.

وعليك عند الجمهور أن تتحفظ بوضع خرقة على الموضع؛ لئلا تنتشر النجاسة في الثياب، وعند المالكية لا يجب عليك التحفظ والحال ما ذكر. ومذهب الجمهور أحوط، فإذا علمت أن الحدث ينقطع في أثناء الوقت في مدة محددة تسع لفعل الطهارة والصلاة، فانتظر حتى يأتي ذلك الوقت فتتوضأ وتصلي فيه ولو فاتتك الجماعة، وانظر الفتوى: 114190.

وحيث كنت مصابا بالسلس، فإن وضوءك للعشاء يمكنك أن تصلي به ما شئت من قيام الليل، ما لم تنقضه بناقض آخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني