الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المريض بالشقيقة الذي يشق عليه الصوم

السؤال

أرجو منكم إجابتي إجابة شافية؛ لأني سأعتبرها فتوى. أنا أعاني من مرض الشقيقة المزمن -عافانا وعافكم الله -سبحانه وتعالى- من كل مرض. وإن أشق شيء عليَّ هو الصيام؛ لأنه إذا حاولت الصيام لا أستطيع إكمال اليوم، وقد أستطيع إكمال اليوم بعد ثمان أو تسعة أيام.
وهذا دائما ما أعانيه في رمضان، وقد أكمل أياما، ولا أستطيع إكمال الأخرى؛ لأني أفقد، وينهار جسمي من شدة الألم.
والآن أنا مطالب بتسعة أيام من رمضان الفائت، حاولت الصيام لبرودة الجو، وقِصَر اليوم، ولكني لم أستطع إكماله.
فما الحل؟ فأنا أعاني جدا من أجل الصوم، وأخاف من الذنب والخطأ.
علما أن حالتي المادية بسيطة جدا، ولا تكفي إلا لتمشية حالة عائلتي، ولديَّ أربعة أطفال، وتراكمت عليَّ ديون المعيشة، والحمدلله على كل حال.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أوضحنا ماهية المرض المبيح للفطر في الفتوى: 126657، فإذا كان مرضك على الصفة المذكورة؛ فهو مبيح للفطر حيث لحقتك المشقة الشديدة.

وعليك أن تراجع الأطباء، فإن الظاهر أن هذا من الأمراض التي يرجى برؤها بإذن الله، ومتى ما تيسر لك القضاء من غير مشقة، فاقض ما عليك من أيام، ولا إثم عليك في تأخير القضاء إذا كنت عاجزا عنه، ولكن تبقى تلك الأيام في ذمتك، وكذا ما تفطره في رمضان القادم، أو غيره يبقى في ذمتك حتى تقضيه إذا قرر الأطباء ان هذا المرض مرجو الشفاء؛ لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني