الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المني يحصل به البلوغ

السؤال

عمري 13 سنة، ولم أبلغ بعد، وأمارس العادة السرية، وعندما أمارسها أُخرج السائل، لكن السائل يخرج عندما أمارس العادة السرية فقط، فهل ممارستي للعادة السرية قبل بلوغي محرمة أم لا؟ وإن أتيحت لي فرصة ممارسة الجنس، فهل ذلك محرم أم لا؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت قد بلغت، وجرى عليك قلم التكليف يقينًا، وصرت مخاطبًا بالأحكام الشرعية -من الوجوب، والتحريم، وغير ذلك-.

فيحرم عليك ما تفعله من الاستمناء، ويحرم عليك ما هو أكبر من ذلك -من الزنى، أو غيره-.

ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى فورًا مما ترتكبه من هذه الأفعال، وأن تستقيم على شرعه -تعالى-، وتأخذ بأسباب الاستقامة -من صحبة الصالحين، ولزوم الدعاء، ونحو ذلك-.

وإنما قلنا: إنك صرت بالغًا؛ لأن خروج المني على أي وجه كان -في نوم، أو يقظة، باحتلام، أو استمناء، أو غير ذلك- يحصل به البلوغ، بإجماع المسلمين، قال ابن قدامة في بيان ما يحصل به البلوغ: فَأَوَّلُهَا: خُرُوجُ الْمَنِيِّ مِنْ قُبُلِهِ، وَهُوَ الْمَاءُ الدَّافِقُ الَّذِي يُخْلَقُ مِنْهُ الْوَلَدُ، فَكَيْفَمَا خَرَجَ- فِي يَقَظَةٍ، أَوْ مَنَامٍ، بِجِمَاعِ، أَوْ احْتِلَامٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ-، حَصَلَ بِهِ الْبُلُوغُ.

لَا نَعْلَمُ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا}، وَقَوْلِهِ: {وَاَلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ}، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ. وَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمُعَاذِ: خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني