الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السجود لغير الله لا بقصد العبادة

السؤال

أنا مسلم عمري 20 سنة، تذكّرت ذنبًا ارتكبته قبل ثلاث سنين، فقد كنت أمزح مع أقربائي، فدخل علينا ابن عمّتي، وكان معه مال كثير، ومن باب المزاح والتحية والتقدير -وليس من باب العبادة- سجدت له، مع العلم أني توجهت إلى الله ليغفر لي، فقد كنت على جهالة، ولم أكن أعلم أنه ذنب عظيم، فهل أعدّ مشركًا، أم مذنبًا ذنبًا من الكبائر؟ مع العلم أني مسلم، ولا أعبد إلا الله، والله على ما في قلبي شهيد.
وإن كان الجواب هو أني مشرك، فهل تقبل توبتي؛ لأن الله يقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)؟
أريحوا قلبي، فأنا عندما التزمت أصبحت كل هذه الأفكار والوساوس تأتيني. وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسجود لغير الله لا بقصد العبادة معصية، عند كثير من أهل العلم، وانظر الفتوى: 371683.

وعليه؛ فما وقع منك ليس شركًا، لكنه معصية.

وما دمت قد تبت؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وحتى لو ارتكب الشخص عملًا كفريًّا ثم تاب؛ فإن الله يتوب عليه، كما قال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ {الأنفال:38}.

وأما الآية التي ذكرتها، فهي في مَن مات مُصِرًّا على الشرك، غير تائب منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني