الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الإخلاص والصلاح ولا يجد ذلك في نفسه

السؤال

جزاكم الله خيرا.
باختصار شديد: أريد أن أخلص نفسي لله، وأكون عبدا صالحا، وزوجا صالحا. وأرزق زوجة صالحة، وأكون ابنا صالحا، وأخا صالحا، وعونا ونورا ورحمة لإخواني. هذا ما أريد.
ولكني لست هكذا، فقلبي بعيد عن الله، قاس مع إخواني، نيتي غير صحيحة، خبيثة، ولا أجد في نفسي حبا لإخواني، أو إخلاص نفسي لله.
هذه تحتاج مجاهدة، ودعاء وإلى آخره، لكن مع مرور الأيام أجد صعوبة، تشتد الأمور علي. أريد نفسا مشتاقة لله، مشتاقة للجنة، ومشتاقة لرسوله.
هذه الأشياء لا أجدها في نفسي. ما السبب؟ علما أني قرأت سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله، وسلم، وقد قرأت أسماء الله الحسنى، وقرأت عن الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليست القراءة بمجردها كافية في تحقيق تلك الأعمال القلبية العظيمة، بل لا بد من صدق مع الله -تعالى- ومجاهدة تامة للنفس في سبيل مرضاته -سبحانه- وإدمان للفكر في أسمائه -سبحانه- وصفاته، وإكثار من تدبر كلامه الذي أنزله شفاء لما في الصدور.

وكذا عليك بمصاحبة أهل الخير، والإكثار من قراءة سير سلف هذه الأمة الأخيار، الذين أخلصوا لله -تعالى- الأقوال والأعمال، ثم محاولة الاقتداء بهم والسير على طريقهم.

وعليك بمعرفة أمراض القلوب والسعي في علاجها، واقرأ لذلك ربع المهلكات من مختصر منهاج القاصدين.

واحرص على العلم النافع، فبه تعرف ما يحبه الله مما يكرهه، والزم الذكر والدعاء؛ فإنه أعظم سلاح يستعين به المؤمن في طريق سيره إلى الله -تعالى- وكلما بدر منك ما لا يرضي الله -تعالى- فحاول اقتلاعه من قلبك.

وأدمن محاسبة نفسك، مستعينا بالله -تعالى- عليها، نسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني