الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في صلاة المسافر الذي ينتقل عبر عدة محطات

السؤال

أرجو أن أحصل على إجابة في أقرب وقت؛ لأني مسافر، وقد يصعب أن أتواصل معكم.
سؤالي هو: أنني سوف أسافر بعد عشرين يوما، وأنا من المغرب، وأعيش في ليبيا، طبعا لا يوجد طيران من ليبيا إلى المغرب؛ لهذا سنسافر من ليبيا إلى تركيا، ثم إلى المغرب، رحلة طويلة، يعني يوما كاملا في السفر.
فمتى أبدأ في القصر والجمع؟ مع العلم أنني أسكن في ليبيا بجوار المطار، فإذا جاء وقت الصلاة، وأنا في المطار، ماذا أفعل؟
وإذا ركبت الطيارة تقريبا مدة أربع ساعات. هل أصلي على الكرسي؟ وإذا وصلت إلى بلدي المغرب، هل أقصر؟ أم أجمع؟
مع العلم أني سأنزل في مطار بعيد عن منطقتي التي فيها عائلتي مسافة يمكن أن تكون 75 أو 80 كيلو مترا. فأرجو الحصول على إجابة على المسافتين.
وكيفية المسح على الجورب، وما هي مدته؟ يعني بالساعات. وما الحكم إذا تركت المسح، وتوضأت وضوءا كاملا؟
وبالنسبة إذا كان مثلا توقيت خروجي من ليبيا مع العصر، ووقت وصولي إلى تركيا هو الفجر بتوقيتهم. يعني إذا وصلت هناك في ليبيا سيكون توقيت العشاء، وتركيا سيكون توقيت الفجر. فعلى أيِّ توقيت أجمع وأقصر.
بارك الله فيكم، وأرجو الحصول على إجابة في أقرب وقت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجوابنا يتلخص فيما يلي:
أولا: المسافر له أن يقصر الصلاة من أول شروعه في السفر، أي أول ما يبدأ في السفر بمفارقة عامر بنيان المدينة، ومطار طرابلس حاليا (معيتيقة) هو داخل المدينة، وليس خارجها، فليس لك أن تقصر الصلاة وأنت في المطار؛ لأنك لم تسافر بعدُ ما دمت فيه، ولكن إذا أقعلت الطائرة، فقد شرعت في السفر، وجاز لك أن تترخص برخص السفر من القصر والجمع وغيرها.

ثانيا: إذا صليت في الطائرة؛ فإنك تصلي قائما إن استطعت، وتستقبل القبلة، فإن تعذر ذلك، فصل قاعدا على الكرسي، وأومئ بركوعك وسجودك، واجعل سجودك أخفض من ركوعك، وافعل ما تستطيع من أركان الصلاة وواجباتها، وانظر الفتوى: 239233، والفتوى: 178121. وكلها في الصلاة في الطائرة، وما يتعلق بها من مسائل.

ثالثا: ينتهي السفر بوصولك إلى مدينتك أو قريتك التي تسكنها.

قال النووي في المجموع: فِي انْتِهَاءِ السَّفَرِ الَّذِي تَنْقَطِعُ بِهِ الرُّخَصُ: قَالَ أَصْحَابُنَا يَحْصُلُ ذَلِكَ بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ (الْأَوَّلُ) الْعَوْدُ إلَى الْوَطَنِ. قَالَ أَصْحَابُنَا: وَضَابِطُهُ أَنْ يَعُودَ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي شَرَطْنَا مُفَارَقَتَهُ فِي إنْشَاءِ السَّفَرِ مِنْهُ، فَبِمُجَرَّدِ وُصُولِهِ تَنْقَطِعُ الرُّخَصُ. قَالَ أَصْحَابُنَا: وَفِي مَعْنَى الْوَطَنِ الْوُصُولُ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي سَافَرَ إلَيْهِ إذَا عَزَمَ عَلَى الْإِقَامَةِ فِيهِ الْقَدْرَ الْمَانِعَ مِن التَّرَخُّصِ. اهــ

فإذا كان المطار الذي تصل إليه ليس في مدينتك، فإن لك أن تترخص برخص السفر في ذلك المطار حتى تصل إلى مدينتك، وعندها ينقطع عنك حكم السفر، ويلزمك إتمام الصلاة، وأداؤها في وقتها من غير جمع، إلا لعذر مطر أو مرض، فلك أن تجمع بين الصلاتين: المغرب والعشاء، والظهر والعصر.

رابعا: المسح على الخفين أو الجوربين رخصة، فإذا تركتها، وغسلت رجليك؛ فالوضوء صحيح، ولا حرج عليك.

ومدة المسح بالنسبة للمسافر هي ثلاثة أيام بلياليها، والمفتى به عندنا أن مدة المسح تبدأ من وقت حصول أول حدث بعد اللبس، ويستمر المسح بعدها لمدة اثنتين وسبعين ساعة، وقد بينا كيفية المسح في الفتوى: 206302.

وانظر أيضا المزيد عن شروط المسح، ومدته، وغير ذلك من مسائل المسح على الخفين والجوربين الفتوى: 5345، والفتوى: 41875، والفتوى: 311137، والفتوى: 70326.

خامسا: تصلي كل صلاة على حسب المكان الذي أنت فيه، وليس على حسب المكان الذي أقلعت منه الطائرة، ولا المكان الذي ستصل إليه، فإذا كنت ستسافر بعد العصر، وتصل إلى تركيا فجرا -كما ذكرت- فيلزمك أن تصلي المغرب والعشاء في الطائرة متى دخل عليك الوقت وأنت في الطائرة، ولك أن تجمع بينهما جمع تقديم، أو جمع تأخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني