الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصير من عاش في مجتمع يحكمه الجهل، وعدم معرفة الدين

السؤال

إخواني الكرام: جدتي توفيت، وأنا خائف عليها من عقاب الله تعالى.
لقد ذهبت من قبل إلى عرافين وسحرة لأغراض جيدة على حد زعمها -رحمها الله- ولا زالت في المدة الأخيرة مقتنعة بأحد الأمور التي قالها لها العراف، مثل: وضع قارورة ماء بمثابة الأمان في البيت، على حد زعمه. وكانت تحلف بغير الله، وكانت تستغيث، أو تدعو عندما نمُر في السيارة بجوار مسجد، أو تقول: يا سيدي فلان. لكنني أنكرت عليها ذلك. وقد كانت تقول إن الله يعلم بأن قلبها ونيتها طيبة، وكانت مواظبة على صلاتها. ومعاملاتها مع الناس كانت متوسطة، لكنها جيدة مع أبنائها نوعا ما.
هي لم تتعلم التوحيد، إضافة إلى ارتكاب صغائر الذنوب، وهم قد عاشوا من قبل في مجتمع يحكمه الجهل، وعدم معرفة الدين.
ولا أعلم هل تابت يوما ما، أو رددت كلمة: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، وندمت على ما فات، وعزمت على الالتزام أم لا؟ ولا أظن ذلك.
وقد ماتت يوم الأربعاء، ودُفنت يوم الخميس في المساء. فهل خاتمتها ستكون سيئة؟
وهل الله -سبحانه وتعالى- رغم ذكر وعيده بالنار في عدة آيات في القرآن للعصاة، وعلى رأس المعاصي الشرك الذي لا يُغفر. هل يمكن أن يغفر لمن فعل مثل هذه الأمور، وهو الذي رحمته سبقت عقابه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجدتك وأمثالها ممن (عاش في مجتمع يحكمه الجهل، وعدم معرفة الدين) -على حد وصف السائل-: يعذرون بجهلهم في مثل هذه المسائل. ولا يصح أبدا الحكم بكفر أعيانهم، ولا سيما بعد موتهم!

وراجع في ذلك، الفتاوى: 156483، 393349، 273493.

والذي ننصح به السائل أن يكثر من الدعاء والاستغفار لجدته، وأن يجتهد في دعوة أقاربه ومن حوله إلى الخير، ويعلمهم، أو يدلهم على من يعلمهم مسائل التوحيد بطريقة مناسبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني