الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكن في القصور... رؤية شرعية

السؤال

هل كان من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- من كان يسكن القصور؟ وما هو حد الإسراف في السكن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا أزهد الناس في الدنيا، حتى إنها لما فتحت عليهم كانت في أيديهم، ولم تكن في قلوبهم، والزهد ليس بتحريم الحلال، وقد صبر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معه على الفاقة والشدة، وجاهدوا الكفار، وأدخلوا الناس في دين الله أفواجا -رضي الله عنهم-.

ولما فتحت عليهم الدنيا لم يمتنعوا من سكنى القصور وغيرها، بل سكنوا ما وجدوا، وشكروا الله تعالى على نعمته عليهم، وأدوا حق الله في مالهم حين بسط لهم في العيش.

وحسبك على جواز هذا، ووقوعه من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سعدا -رضي الله عنه- وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة كان له قصر بالعقيق، فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا رَكِبَ إِلَى قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ..... انتهى

وكان لأنس -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قصر، قال البخاري في صحيحه: وَكَانَ أَنَسٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَصْرِهِ أَحْيَانًا يُجَمِّعُ، وَأَحْيَانًا لاَ يُجَمِّعُ، وَهُوَ بِالزَّاوِيَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ.

فسكنى القصور لا حرج فيها لمن قام بحق الله تعالى في ماله، وشكر الله على نعمته؛ كحال من فعل ذلك من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس هذا إسرافا لمن بسط له في العيش، ووسع له في الرزق.

وأما حد الإسراف: فإنه يختلف من شخص لآخر، كما بيناه مفصلا في الفتوى: 340846.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني