الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز القرض الربوي لمن عليه ديون كثيرة؟

السؤال

علي كثيرٌ من الديون المتفرقة: مدارس الأولاد، ودينٌ خاصٌ للشركة التي أعمل بها، ودينٌ لصديقٍ، ودينٌ لبطاقةٍ ائتمانيةٍ ـ والمرتب الذي أتقاضاه لا أستطيع أن أسدد منه كل هذه الديون، ففكرت في شراء أشياء بالتقسيط، وبيعها، ولكن ستكون تكلفته كبيرةً، وأيضاً لن يتبقى لي أي مالٍ من المرتب، لكي أعول به بيتي، وكل الطرق مغلقةٌ في وجهي، ولا أعرف كيف أسدد هذه الديون؟ فاقترح علي صديقٌ أن آخذ قرضاً، لأنني معذورٌ، ولا يوجد بيدي شيءٌ، وسوف يقع علي ضررٌ ماديٌ، ومعنويٌ، وأيضاً يوجد شخصٌ استلفت منه مبلغاً من العمل الخاص به، وسوف يقع عليه ضررٌ، إن لم أسدد له هذا المبلغ، ولا يوجد أمامي أي طريقٍ أسدد منه هذه الديون، وأخاف من البنك أن يقاضيني، فهل يجوز أخذ قرضٍ بمبالغ الديون، وسداد هذه الديون، مع العلم أن القرض سيبقي لي من المال ما أعول به بيتي؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الإقدام على الاقتراض بالربا، إلا إذا بلغ الحال حد الضرورة المبيحة للحرام، كأن يقع المرء في فقرٍ لا يجد معه ما يسد به رمقه هو، ومن يعول، أو لا يجد بداً من تفادي السجن، إلا بالاقتراض، ونحو ذلك مما فيه ضررٌ معتبرٌ، وراجع في ذلك الفتاوى: 6501، 127235، 152773.
فإذا كان واقع السائل كذلك، ولم يجد ما يلبي ضرورته، إلا بالاقتراض بالربا، فحينئذٍ يرخص له فيه، بقدر ضرورته، ومع ذلك نلفت نظره إلى أن الاقتراض نفسه في كثيرٍ من الأحيان يكون سبباً في زيادة الضرر، وفداحته على المدى الطويل؛ لأن المقترض يقضي قرضه بأكثر مما أخذ، فإن لم يستطع الوفاء زادت المفسدة، وكان الضرر أفدح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني