الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما، أعزب. وقعت في ذنب الزنا مع متزوجة -حاولت معي مرات، ولكني لجأت إلى الاستمناء؛ كيلا أقع في الذنب الأكبر والأعظم- ثم وقعت في الزنا.
وأنا الآن أعاني من هم وغم، وخوف من مرض نقص المناعة، ومشمئز من نفسي وثوبي. وأريد التكفير عن ذنبي وجرمي، والابتعاد عن الفواحش والرذائل والشهوات. ولا أعرف من أين أبدأ وماذا أفعل؟
وإذا قطعت علاقتي بـالمرأة، ودعت علي. هل تقبل دعوتها؟
والله، ثم والله، إني الآن أعاني من الخوف والخجل من الله، وفي ضيق عظيم شديد، وأيامي أصبحت أشبه بالجحيم.
لم أبرح فراشي منذ أيام، ولم أذهب للعمل، وليست لي رغبة في الأكل أو الشرب. ومنعزل تماماً، ولا أريد رؤية النور ولا الشمس، ولا حتى أن أكلم أهلي: أمي وأبي وإخواني.
ما العمل؟ وكيف النجاة من هذا الحال والوضع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلته جرم شنيع، وإثم فظيع، وما حصل لك من الآثار التي ذكرتها هو بعض آثار المعاصي، وآثار المعاصي في الآخرة أشد وأبقى.

فعليك أن تبادر بتوبة نصوح إلى الله تعالى، وأن تندم ندما أكيدا على مقارفة هذا الذنب، وتعزم عزما جازما على عدم معاودته. وأول ما تبدأ به توبتك قطع كل علاقة مع هذه الآثمة، ولا تَخَفْ من دعائها؛ فإنه لا يستجاب لها إن شاء الله، واقطع كل علاقة محرمة، وسُدَّ كل طريق من شأنه أن يقودك إلى مثل هذا المنكر.

فإذا تبت توبة صادقة نصوحا، فثق بعفو الله، وأحسن الظن به؛ فإنه -تعالى- غفور رحيم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. واستعن على التوبة بلزوم الذكر والدعاء، وبصحبة الصالحين، وأكثر من الطاعات، وفعل القربات؛ فإن الحسنات يُذهِبْن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني