الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب المشاركة في المظاهرات؟

السؤال

لو أقيمت مظاهرة معينة، لتحقيق مطلب من مطالب المسلمين -رفع الظلم مثلا، أو غيره- فهل يجب الانخراط فيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا خلاف المعاصرين في المظاهرات، ورجحنا أنها من حيث الأصل وسيلة جائزة بضوابط، وليست وسيلة ممنوعة في ذاتها. فانظر الفتاوى: 5843 - 151137 - 230656.

وأما إطلاق القول بوجوب المشاركة في المظاهرات: فلا وجه له، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -الذي هو من شعائر الدين- هو في الأصل فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وليس واجبا وجوبا عينيا -إلا في أحوال معينة-. فكيف يقال بالوجوب المطلق في المظاهرات، التي مشروعيتها أصلا محل خلاف بين العلماء المعاصرين؛ كما قدمنا.

وراجع للمزيد حول شروط وجوب الأمر بالمعروف وضوابطه، الفتويين: 180123 - 124424.

ثم إن المظاهرات تتفاوت تفاوتا كبيرا من جهة السبب الباعث عليها، ومن جهة مدى أثرها ورجاء نفعها، ومن جهة المفاسد التي قد تترتب عليها -كالإضرار بالمتظاهرين مثلا-، إلى غير ذلك من الأوجه المؤثرة في الحكم عليها، فلا يصح أن يحكم عليها بحكم عام -سوى ما تقدم من أنها من حيث الأصل مباحة-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني