الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من طرق الدعوة وأساليبها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا جديدة في التوبة ولتذوقي لحلاوة التوبة أردت لكل صديقاتي أن يتذوقن هذه الحلاوة إلا أنه لدي إحدى صديقاتي لا تريد أن تلتزم أحيانا عندما أتحدث معها على الحجاب أجدها تغضب حتى إنها الآن لم تعد تكلمني وتتهرب من التحدت معي والآن لا تكلمني أبدا لسبب أنني تحدثت معها عن أن تلزم في حجابها
وأتمنى منك أن تهديني لكيفية هداية صديقتي هذه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا أولا نحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به عليك من التوبة والاستقامة، كما نسأله تعالى أن يوفقك للاستقامة على هذه التوبة.

ونشكرك كذلك لحرصك على هداية الآخرين، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم ناصحا محبا لهداية للآخرين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. رواه مسلم في حديث تميم الداري، وأحمد من حديث ابن عباس وغيرهما.

وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري.

وأما طريقة دعوة هؤلاء الفتيات، فإن الله عز وجل بين في كتابه طريق الدعوة فقال: [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ] (النحل:125).

فالدعوة تكون بالحكمة. قال ابن جرير: وهو ما أنزله الله من الكتاب والسنة، وبالموعظة الحسنة، كذكر الزواجر والعقاب الذي أنزله الله على الأمم الماضية، والتذكر بالجنة والنار ونحو ذلك.

وبالمجادلة بالتي هي أحسن، لمن احتاج منهم إلى جدال ومناظرة، فيناظر بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب.

وقوله تعالى:[ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ] الآية. أي قد علم الشقي والسعيد وكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ وفرغ منه، فادعيهم إلى الله ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات، فإنه ليس عليك هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء، وينبغي أن تستعيني بوسائل التأثير، ومن أهم ذلك أشرطة المواعظ والمحاضرات الدينية، فإذا سلكت هذه الطريقة في الدعوة فقد أحسنت، واحذري التشديد في الدعوة لأن ذلك سبب في نفور المدعو، وقد قال تعالى: [وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ] (آل عمران: 159).

وننصح السائلة بالرجوع إلى الفتاوى التالية: 18119، 17037، 6226، 3350، 5413.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني