الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتح حساب في بنك ربوي لحاجة معتبرة، يراعى فيه الأقل مفسدة

السؤال

أريد فتح حساب بنكي لغرض تحويل فلوس من عمل أونلاين، إلا أنني لا أريد فتح حساب بفائدة، فقررت فتح حساب تجاري يخصم جزءا بعد عدة أشهر، والخصم يختلف من بنك لآخر.
فالبنك -أ- يخصم أقل، وفتح الحساب فيه يبدأ من: 1000ج، ولو وضعت هذا المبلغ فلن يبقى معي شيء، ولن أقدر على ذلك في هذا الوقت على الأقل.
والبنك -ب- يخصم أكثر، وفتح الحساب يبدأ من: 200ج، وهذا أقدر عليه -إن شاء الله- ويضايقني أن الخصم كثير.
فهل يجوز أن أفتح حسابا بفوائد في البنك -ب- وأحول عليه فلوس العمل أونلاين، إلى أن أستطيع أن أفتح حسابا تجاريا في البنك -أ- وأسحب: 200ج، مع الفلوس المحولة، من غير أن آخد الفوائد المضافة، وأغلق الحساب...؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من كلام السائل أن المصرفين -أ- و-ب- ربويان!

والتعامل مع البنوك الربوية لا يجوز مطلقًا، ما لم تدع إلى ذلك حاجة معتبرة؛ لأن الواجب على المسلم تجاه هذه البنوك هو الإنكار عليها، وأقلُّ الإنكار: أن يهجرها، ولا يتعامل معها.

كما سبق بيان ذلك في الفتويين: 385828، 406735.

فإن وجد عند السائل حاجة معتبرة تبيح له فتح حساب في البنك الربوي -ب- فإما أن يكون حسابا تجاريا دون فائدة ربوية، لكن بأجرة عالية -خصم كبير- وإما أن يكون حسابا دون أجرة للبنك -خصم- ولكن له فائدة ربوية.

فإن كان هذا هو الواقع، فالذي نراه حينئذ أن الأقل مفسدةً هو فتح السائل لحساب بفائدة، بالشرط الذي ذكره، وهو ألا يأخذ هذه الفائدة لنفسه، بل يتخلص منها، بوضعها في أبواب البر، وذلك لأن فتح الحساب التجاري سيكون أكثر إفادة، وربحا للبنك الربوي من الحساب العادي -ذي الفائدة- وهذه مفسدة أكبر من أخذ السائل للفائدة مع تخلصه منها.

وهذا -كما سبق التنبيه عليه- إن وجد عند السائل حاجة معتبرة تبيح له فتح حساب في بنك ربوي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني