الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استفادة الطالب من تحديد المدرس موضوعات يكون منها الامتحان

السؤال

عندما كنت في الصف الثاني الثانوي كان هناك موجّه للغة الفرنسية يعطي زميلتي درسا. وامتحاننا يتكون من موضوعين يجب علينا كتابتهما باللغة الفرنسية. فهذا الموجّه أخبر زميلتي بعدد من الموضوعات، وذكر لها أن موضوعين سيأتيان في الامتحان، وهي أخبرتني بهما؛ فذاكرتهما. وفعلًا وجدتهما في الامتحان، مع العلم أني في هذه السنة لم أكن قد ذاكرت جيدًا باقي الموضوعات، ولم أكن في حالتي الطبيعية من الاجتهاد.
فهل علي إثم في ذلك، أو هذا من الغش؟ لأني علمت أن هذا الأمر متوقف على العرف، ونظام التعليم، ولكني لا أعرف هل مسموح لهذا الموجّه بذلك الأمر أم لا؟
أرجو الإفادة في ذلك الأمر -جزاكم الله خيرًا- لأني حاليًا في الجامعة، ولكن يراودني الأمر كثيرًا، وأشعر بذنب كبير، ولا أستطيع التركيز في فعل شيء بسبب ذلك الأمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلنبدأ بما قام به المعلم من تحديد موضوعي الامتحان، فإن لم تكن لوائح الامتحانات تخول له ذلك - وهو الغالب-؛ فهو بهذا التصرف مخالف للشرع، وهو نوع من خيانة الأمانة، فإن هذا يتنافى مع المقصود من الامتحان من تقييم الطلاب، والتمييز بينهم، بل يتساوى بذلك الكسول مع المجتهد، والمضيع مع المحصل، وقد يفوقه في الدرجة والتقدير، وهذا من الظلم البين، وهو من أسباب الفساد.

وما كان منك من استفادة من تصرف هذا المعلم إن لم تكوني طلبتِه منه، أو من زميلتك؛ فلا يعتبر غشا، ولا إثم عليك فيه -فيما يظهر لنا-؛ لأن ذلك لم يكن بسعي منك، أو تعمد له، لا سيما وأن المعلم قد يغير رأيه، ويأتي بغير هذين الموضوعين في الامتحان.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن الطالب في قاعة الاختبار، يسمع بلا قصد منه إجابة سؤال ممن حوله من الطلبة لم يكن يعرفه. فهل يجوز له كتابته أم لا؟
فأجاب، بأن ذلك جائز، لأنه لم يتعمد الإثم والمخالفة. اهـ.

وعلى كل، فلا تشغلي نفسك بالتفكير فيما كان في الماضي -وخاصة مع طول المدة-، واحرصي على التركيز في دراستك الآن، والاجتهاد فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني