الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من حِلَاقَة القزع

السؤال

تمت خطبتي منذ خمسة أشهر -والحمد لله-، وخطيبي يعمل ليل نهار لجمع المهر، وقد تعب كثيرًا، لكنه يعمل حلاقًا، ويأتي إليه الكثير من الشباب الذين يطلبون حلاقة القزع. فما حكم المال الذي يكسبه؟ وهل المهر يصبح مالاً حرامًا؟ علماً أنه لم يكمل دراسته، وليس لديه أي خبرة أخرى ليكسب المال، فما الحل؟ ولا أعرف كيف أنصحه، لأنه ربما سيكون ضدي في هذا الأمر، لأنه يعمل بمجهود وتعب كثير من أجلي.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالقزع مكروه كراهة تنزيهية وليس بمحرم، والقزع هو: حلق بعض شعر الرأس، وترك بعضه.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة، إلا أن يكون لمداواة ونحوها، وهي كراهة تنزيه ... قال العلماء: والحكمة في كراهته أنه تشويه للخلق، وقيل: لأنه زي أهل الشر والشطارة، وقيل: لأنه زي اليهود. وقد جاء هذا في رواية لأبي داود. والله أعلم. انتهى بواسطة البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.

وتخفيف جوانب شعر الرأس -مثلًا- دون الأعلى، لا يدخل في القزع؛ إذ الكراهة مخصوصة بالحلق، وراجعي الفتوى: 24367.

وعلى كل؛ لو أنه يحلق الشعر على صفة هذا القزع المكروه كراهة تنزيهية، فإن ذلك لا يقتضي حرمة كسبه، بل كسبه حلال.

ولو أنه نُِصح بأن يبحث عن عمل غيره لكان أفضل، ولا يلزم أن يكون النصح من جهتك، بل يمكن أن يحصل من شخص آخر، كأن يكلمه أحد أقاربك -مثلاً-، أو غيرهم ممن يرجى أن يقبل قوله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني