الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علق طلاق زوجته على أمر ففعلته سهوا

السؤال

كنت غاضبًا، فوبخت زوجتي، وهي تضحك، وتستفزني بكلمات: (ماما، ماما)، فقلت لها: أقسم بالله أنك طالق، وحرام عليَّ إن كررتِ ذلك حاليًا، فتوقفت بعد تغييرنا لموضوع الحديث، ثم هددتها بالضرب، فردت عليَّ: ستضربك ماماك (بمعنى أمك)، قالت ذلك سهوًا دون قصد الاستفزاز. فهل تعتبر طالقاً؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال -كما ذكرت- من تلفظ زوجتك بالكلام الذي منعتها منه؛ ناسية؛ فالراجح عندنا؛ عدم الحنث بهذا الكلام.

قال النووي -رحمه الله- في روضة الطالبين: وإن كان المعلق بفعله عالمًا بالتعليق، وهو ممن يبالي بتعليقه، وقصد المعلق بالتعليق منعه، ففعله ناسيًا، أو مكرهًا، أو جاهلًا، ففيه القولان. ولو قصد منعها من المخالفة، فنسيت، قال الغزالي: لا تطلق قطعًا، لعدم المخالفة. انتهى. وراجع الفتويين: 203104، و 52979.

وعليه؛ فلم يقع على زوجتك طلاق، ولا تحريم باليمين المذكورة.

لكن عليك اجتناب الحلف بالطلاق والتحريم؛ فالحلف المشروع هو الحلف بالله -تعالى-، وأما الحلف بالطلاق أو التحريم؛ فهو من أيمان الفساق، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه؛ فينبغي الحذر من الوقوع فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني