الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب للحصول على إقامة في دولة كافرة

السؤال

أعيش في بلد أوربي , وعندما أتيت إلى هذا البلد أخبرنى الأصدقاء الذين سبقوني بأن الإقامة في هذا البلد تتطلب أن تطلب حق اللجوء السياسي علما بأنني من بلد به مشاكل سياسية, ولكني شخصيا لا أعاني من أي مشكلة مع الحكومة في بلدي الأصلي ولكن مشكلتي اقتصادية فقط بسبب الفقر وضيق الحال في بلدي .
مما اضطرني إلى أن أكذب في هذا البلد الأوربي وأقول إنني أعاني من مشكلة سياسية حتى أستطيع الإقامة والعمل في هذا البلد وترتب هذا الأمر أن الدولة تتكفل بي إعانتي وأسرتي من تقديم للمال والسكن والعلاج .
ما حكم إقامتي في هذا البلد وما حكم المال الذي يقدم لنا, هل مابنى على باطل فهو باطل؟
مع العلم بأنني تحصلت على أوراق الإقامة في هذا البلد بعد 3 سنوات وأعطيت الإقامة بموجب المدة التي قضيتها في هذا البلد لا بسبب المشكلة التي ألفتها وكذبت فيها .
أفيدوني جزاكم الله خيرا, ومثل مشكلتي هذه يعاني منها آلاف المسلمين فى أوربا, إذا لم يكن الملايين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أن طلبك للجوء السياسي وأنت لست مطاردا في بلادك فيه محاذير:

الأول: الكذب، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه مسلم.

الثاني: طلب اللجوء من غير ضرورة لذلك، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ {هود: 113}.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وقال ابن جرير عن ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا، وهذا قول حسن، أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم رضيتم بأعمالهم. اهـ.

الثالث: أخذ المال عن طريق الكذب والخداع.

الرابع: إقامتك في بلاد الكفر والتي قد يترتب عليها التفريط في الواجبات والوقوع في المحرمات.

فالواجب عليك أخي السائل التوبة إلى الله عز وجل، فإن من تاب تاب الله عليه، وأما بخصوص إقامتك في بلاد الكفر وحكم المال الذي أخذته فانظر الفتوى رقم: 29616، 41334، 25698، 51334، 28155، 47026، 50478.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني