الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤيا ليست من مصادر التشريع

السؤال

لو أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم ) أحدنا في المنام بأن يطلق زوجته فهل يطلقها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ممكنة، وقد بينا ذلك بضوابطه في الفتوى رقم: 23970 ولكن الرؤيا ليست من مصادر التشريع ولا تبنى عليها أحكام، فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم بصفته الحقيقية وأمره بتطليق امرأته فإنه لا يجب عليه تطليقها ولا يستحب له ذلك، ويبقى الطلاق كما هو من جريان الأحكام عليه بحسب الحال، فقد يحرم الطلاق وقد يكره وقد يباح وقد يندب وقد يجب كما هو مقرر عند العلماء.

قال المناوي في فيض القدير: سئل شيخ الإسلام زكريا عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له مر أمتي بصيام أيام وأن يعيدوا بعدها ويخطبوا فهل يجب الصوم أو يندب أو يجوز أو يحرم؟ وهل يكره أن يقول أحد للناس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم بصيام أيام لأنه كذب عليه ومستنده الرؤيا التي سمعها من غير رائيها أو منه؟ وهل يمتنع أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول للنائم إنه النبي صلى الله عليه وسلم ويأمره بطاعة ليتوصل بذلك إلى معصية كما يمتنع عليه التشكيل في صورته الشريفة أم لا، وبه تتميز الرؤية له صلى الله عليه وسلم الصادقة من الكاذبة وهل يثبت شيء من أحكام الشرع بالرؤية في النوم وهل المرئي ذاته صلى الله عليه وسلم أو روح أو مثل ذلك؟ أجاب: لا يجب على أحد الصوم ولا غيره من الأحكام بما ذكر ولا يندب بل قد يكره أو يحرم لكن إن غلب على الظن صدق الرؤية فله العمل بما دلت عليه ما لم يكن فيه تغيير حكم شرعي ولا يثبت لها شيء من الأحكام لعدم ضبط الرؤية لا للشك في الرؤية ويحرم على الشخص أن يقول أمركم النبي صلى الله عليه وسلم بكذا فيما ذكر بل يأتي بما يدل على مستنده من الرؤية إذ لا يمتنع عقلا أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى الله عليه وسلم ليقول للنائم إنه النبي صلى الله عليه وسلم ويأمره بالطاعة.. اهـ.

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 58614، 36380.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني