الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال الواو اللينة ووجه الشبه بين هاء اسم الإشارة وهاء الضمير

السؤال

س1/ ما هو الضابط في تحريك الواو اللينة إذا لاقت ساكنا في كلمة أخرى فنراها تارة تحرك بالضم نحو(دعوُ الله) وتارة تحرك بالكسر نحو(لوِ استطعنا) .
س2 / ذكر الإمام أبو عمرو الداني في كتابه التحديد أن الهاء في اسم الإشارة شابهت هاء الضمير من ناحيتي الإضمار والزيادة ، ما معنى الإضمار والزيادة؟ .
وجزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواو اللينة تعتبر ساكنا من السواكن فإن كانت في آخر الكلمة وكان سكونها حيا ولقيها سكون في أول الكلمة بعدها فإن سكونها يحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين في حالة الوصل.

ومثاله ما ذكر في السؤال وهو كثير في القرآن الكريم كقوله تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا{الجـن: 16}

وأما إن كان الساكن ميتا مد الحرف قبله فإنه يحذف في حالة الوصل ويثبت في حالة الوقف كما هو ثابت في الخط غالبا.

ومثاله: قالوا اللهم..

وهذه القاعدة متفق عليها في اللغة والقراءة، ولهذا قال بعضهم:

إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق * وإن يكن لينا فحذفه أحق

وأما "دعوا الله" فإن أصلها "دعووا" على وزن "فعلوا" فاستثقلوا اجتماع الواوين مباشرة في كلمة واحدة فحذفوا أحدهما وجعلوا السكون على الباقي حفاظا على فتحة العين قبل الواو وعند التقائها بساكن حركوها بالضم بدلا من الكسر كما هي القاعدة للدلالة على الواو المحذوفة.

ولذلك فإن الضمة فيها لعلة صرفية فقط, وتبقى القاعدة على أصلها وهي أن الساكنين إذا التقيا يحرك الأول بالكسر إذا كان حيا ويحذف في الوصل إذا كان ميتا (لينا)

وأما قولهم إن الهاء في اسم الإشارة تشبه هاء الضمير فيقصدون به الهاء الأخيرة من لفظ "هذه" فحكمها حكم هاء الضمير من الوصل والقصر وإن كانت هاؤها غيرهاء الضمير لأنها منقلبة عن ياء فأصلها هذي أبدلت الياء هاء.

ولهذا يأتون بحكمها في باب هاء الضمير لشبهها به.

ووجه الشبه بينها وبين هاء الضمير هو كونها متطرفة بعد كسرة فأعطيت حكمها من إثبات الصلة وحذفها فتوصل بياء إن وقعت قبل متحرك نحو "هذه ناقة الله" وتحذف صلتها إذا وقعت قبل ساكن كما في قوله تعالى، وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ

قال ابن بري في الدرر اللوامع:

وهاء هذه كهاء المضمر * فوصلها قبل محرك حري

وأماهاء الضمير فيقصدون بها الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر كما عرفها صاحب النجوم، وتسمى هاء الكناية أيضا كما قال الداني في التيسير "باب ذكر هاء الكناية" وتتصل هاء الضمير بالاسم نحو رسوله و أهله، وبالفعل نحو جاءه, وبالحرف نحو به و منه.

ويقصدون بالزيادة صلة هاء الضمير بالواو إذا كانت مضمومة, وبالياء إذا كانت مكسورة، ويقابل الزيادة في هذا الباب القصر وهو عدم الصلة.

قال ابن بري في الدرر:

واعلم بأن صلة الضمير * بالواو أو بالياء للتكثير

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني