الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر المرأة بغير محرم للعمل لشراء سكن خاص تجنبا لسكنها في بيوت أخواتها

السؤال

تحجبت وتنقبت بعد تبرجي وأعيش مع أختي وأولادها وزوجها الذي رباني منذ صغري لأن أبي وأمي متوفيان المشكل أن زوج أختي كم من مرة رآني من غير طرحة ولا نقاب لأن بيتنا متقارب الغرف وليس لدينا مجلس للنساء ومجلس للرجال رغم أني آخذ احتياطي ألا يراني وهذا المشكل يتعبني أخاف أن يصبح عندي الأمر عاديا، مرة سهوا منه دخل الغرفة التي أنا فيها ظنا منه أني لست موجودة في البيت ليأخذ كرسي وكان الخجل ظاهرا عليه خرج من غير أن يلتفت إلي علما أنه إنسان خلوق وطيب جدا ،لأنني أذهب يومين عند أختي الثانية ويومين عند أختي الثالثة وهكذا وهذا التنقل يسبب لي إحراج أحس أني أقيد حركتهم في بيوتهم وهم يعاملونني جيدا ويحبونني علما أنني تعرضت لأن يراني أزواج أخواتي الأخريات يا شيخ هذا الحرج يتعبني أحس أني أقيد حركتهم في بيوتهم وأعرف جيدا أنني ولله الحمد في ابتلاء وأنا راضية وأنا مستعدة لتحمل أي شيء لكن هذا الإحراج يضايقني وحصل نفس الشيء مع زوج أختي الثانية كان سيدخل علي الغرفة ظنا منه أنني لست في البيت لكن أختي أدركت الموقف وقالت احذر إن أختي موجودة
البيت الذي أمكث فيه أغلب وقتي عند الذي رباني الغرفة التي أنام فيها موجود فيها كمبيوتر لابن أختي يدرس فيه هو يسهر مع دروسه وأنا أضطر للنوم لوقت متأخر وهذا مع الوقت أثر على صلاتي بالليل الكل ولله الحمد يحبني لكن أحس بإحراج علما أنني في ابتلاء من مرض مزمن ولله الحمد أن هداني بمرضي وأهلي لا يعلمون بمرضي لأنه بفضله عز وجل لا يظهر علي أنني مريضة ،أريد السفر إلى السعودية التي كنت أشتغل فيها للمكوث فيها لمدة محددة سنة ونصف لجمع فلوس لشراء بيت صغير هربا من وضعي الحالي علما أن سكني هناك مع البنات وطلعاتنا محددة للسوق فقط ممنوع نطلع عند صديقات هذه شروط أهل الشغل في مشغل محترم وشغلي حلال.. السؤال هل يجوز لي السفر من غير محرم نظرا لظروفي وهل هذا سفر اضطراري؟علما ياشيخ أنني الآن داعية إلى الله في بلدي وأنصح لأهلي وأتسابق في عمل الخير في الجمعية، كلما فكرت أني سأترك هذا الخير إذا سافرت أكتئب وفي نفس الوقت عدم استقراري المنزلي يتعبني وأنا لا أشكو ربي عز وجل على ظروفي أنا صابرة بعون الله عز وجل أرجوكم أجيبوني بسرعة وبماذا تنصحونني إذا كان لا يجوز السفر؟؟ أرجو من فضيلتكم عدم كتابة سؤالي بهذا التفصيل وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، ويثبتنا على دينه، ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ إنه سميع مجيب. وأما ما سألت عنه من حكم السفر لما ذكرت بدون محرم؟ فالجواب أنه إذا كانت الفتنة التي تخشينها ببقائك مع أخواتك وأزواجهن فنتة متيقنة أو مظنونة ظنا غالبا لكثرة ما يحصل من ولوجهم عليك أو خلوة أحدهم بك في البيت دون وجود أختك ونحو ذلك فلا حرج عليك أن تسافري إلى ما ذكرت إن وجدت رفقة مأمونة من نساء صالحات أو رجال عدول، وذلك لأن دفع الفتنة المتوقعة في السفر أخف من الفتنة المتيقنة في الإقامة حينئذ فيدفع الضرر المتيقن بالضرر المتوهم، ولقول بعض أهل العلم بجواز سفر المرأة عند وجود الرفقة المأمونة في كل سفر مباح، وإن كنا لا نرى ذلك راجحا لكنه يستأنس به هنا. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29263، 14798.

واما إذا كنت تستطيعين إيجاد سكن مع أخواتك يمكنك فيه الانعزال عن أزواجهن فلا يرونك ولا تخشين الفتنة في ذلك فلا يجوز لك السفر دون محرم؛ كما بينا في الفتويين: 3859، 6219.

وإذا اتقيت الله تعالى وصبرت فسيجعل الله لك من أمرك يسرا؛ كما قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً {الطلاق: 2-3} ومن ترك شيئا عوضه الله خيرا منه، ومن اتقى مولاه وقاه.

ولمزيد من الفائدة حول السكن مع الأخت وزوجها نرجو مراجعة الفتوى رقم: 19493.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني