الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لن تعدم وسلية لكسب رضا والديك

السؤال

أنا شاب متدين لكن هناك مشاكل كثيرة بيني وبين أهلي وهم ليسوا راضين عني، لكنهم هم المخطئون في حقي، فماذا يجب علي أن أفعل وأنا عاجز عن استسماحهم، لأن أبي رجل غليظ ولا أستطيع الحديث معه، أما أمي فالعكس أكسب رضى أمي وأخسر رضى أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو أن تعامل والديك بما أوصاك الله به وأوجبه عليك في محكم كتابه، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:14-15}، والآيات والأحاديث المصرحة بالأمر بين الوالدين وطاعتهما كثيرة، وبذلك تعلم أن الواجب عليك هو طاعة والديك في غير معصية، ومصاحبتهما بالمعروف، والإحسان إليهما وإن أساءا إليك، فلا ينبغي -إذاً- أن توجد مشاكل بينك وبين أهلك، ولا أن يظلوا غير راضين عنك، سواء كانوا هم المخطئين أو كنت أنت المخطئ.

ثم الواجب هو السعي في كسب رضاهما معاً لا الأم فقط، وما ذكرته من أن أباك رجل غليظ ولا تستطيع الحديث معه، وأن أمك على العكس من ذلك، لا يلزم منه امتناع الجمع بين مرضاتهما معا، أو السعي في ذلك على الأقل، ونسأل الله أن ييسر لك البر بأبويك ونيل رضاهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني