الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدنى لباس تصح به الصلاة

السؤال

ما هي الحدود الدنيا للباس الرجل الجائز للصلاة، أو بمعنى آخر هل تجوز الصلاة بلباس (الشباح) مع شورت يغطي الركبة للرجل، وخاصة أنني سمعت أحد المشايخ يقول (ما تخجل أن تلبسه أمام الناس لا يجوز الصلاة به حتى لو كان ساترا للعورة, لأن الله أحق أن تخجل منه, وإن صليت به فصلاتك باطلة)؟ ولكم الأجر والثواب إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحدود الدنيا لما يجوز أن يصلي فيه الرجل من اللباس هو أن يلبس ما يستر ما بين سرته وركبته ويكون غير شفاف أي لا يظهر منه ما تحته، والدليل على ذلك ما روى الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غط فخذك فإن فخذ الرجل من عورته. وهو حديث صحيح كما ذكر الألباني. وقال ابن قدامة في المغني عند قول الخرقي: ومن كان من الرجال وعليه ما يستر ما بين سرته وركبته، أجزأه ذلك. وجملة ذلك أن ستر العورة عن النظر بما لا يصف البشرة واجب، وشرط لصحة الصلاة. وبه قال الشافعي وأصحاب الرأي... إلى أن قال: والواجب الستر بما يستر لون البشرة، فإن كان خفيفاً يبين لون الجلد من ورائه، فيعلم بياضه أو حمرته، لم تجز الصلاة فيه، لأن الستر لا يحصل بذلك. انتهى.

فإن كان لا يظهر ما تحته إلا أنه يصف حجم الأعضاء فإنه مكروه عند الجمهور، وما ذكر الشيخ المذكور جزاه الله خيراً، فالظاهر أنه من باب الآداب والمراقبة، أما من جهة الحكم فإن الصلاة تصح وتجوز بما يتحرج منه أمام الناس، لكن الأدب مع الله يقتضي أن يكون الإنسان في صلاته في هيئة حسنة، وقد قال الله سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف:31}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني