الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب

السؤال

قرأت عدة روايات للحديث الذي يصف من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب, وأريد أن أكون منهم, ولكن تختلف الروايات في وصفهم, فمثلاً رواية فيها أنهم لا يكتوون وأخرى ليس فيها وهكذا، لو سمحتم أريد من حضراتكم صفات هذه الفئة من الأمة في نقاط مبسطة، يعني مع توضيح مبسط حتى يسهل علي فهمها, ثم هل الفأل يعتبر من التطير الذي هو ليس من صفاتهم، فقد يحدث لي كثيراً أن أتفاءل بآية أو حديث أو أفتح الراديو مثلاً على آية فأتفاءل وهكذا... فهل هذا من التطير الذي هو ليس من صفاتهم، فقد كنت قرأت أنهم لا يطلبون الرقية مع جواز ذلك شرعاً، ولكنهم لا يطلبونها من باب التوكل فهل هذا صحيح، وهل الأمر بالنسبة للفأل كذلك؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين اتصفوا بالصفات الأربع المذكورة في الحديث.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم من اتصفوا بأربع صفات كما جاء في الصحيحين وغيرهما، وهذه الصفات هي: أنهم لا يسترقون.. أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، وأنهم لا يتطيرون... أي لا يتشاءمون، وأنهم لا يكتوون... أي لا يستعملون الكي كعلاج لأنفسهم وهذا محمول على غير حال الضرورة، وأنهم على ربهم يتوكلون... أي يفوضون أمرهم إلى الله مع بذل الأسباب.

وتوضيح ذلك أنهم بلغوا درجة عالية من الإيمان والتوكل على الله تعالى والاعتماد عليه جعلتهم يسلمون أمرهم كله إليه -سبحانه وتعالى- فلا يعتنون ولا يهتمون بهذه الأمور، وأما الفال الحسن -التفاؤل- فهو مستحب وهو من حسن الظن بالله تعالى وليس من الطيرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ويحب الفال الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو للمفاوضة: لقد سهل لكم من أمركم. رواه البخاري، بعكس الطيرة فإنها من سوء الظن بالله، ومن ردته الطيرة فقد أشرك، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في أكثر من عدة فتاوى بإمكانك أن تطلعي على بعضها تحت الأرقام التالية: 9468، 28954، 29745.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني