الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب نزول الرجل قبر المرأة.

                                                                            1513 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي، نا يونس بن محمد، نا فليح هو ابن سليمان، عن هلال بن علي بن أسامة، عن أنس بن مالك ، قال: شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، ثم قال: "هل منكم من رجل لم يقارف الليلة؟" فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله، قال: "فانزل، فنزل في قبرها".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه محمد، عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، قال: وقال ابن المبارك : قال فليح: أراه يعني الذنب [ ص: 395 ] قال رحمه الله: أول فليح قوله: "لم يقارف" أي: لم يذنب، وقيل: أي لم يقرب أهله، بدليل أنه ذكر الليل، والغالب من ذلك الفعل وقوعه بالليل وقال الخطابي : وفيه أن للرجل أن يتولى دخول قبر الطفلة، ويصلح من شأن دفنها ويشبه أن يكون الميت بنتا لبعض بناته عليه السلام، فنسبت إليه. [ ص: 396 ] .

                                                                            قال الشافعي : ولا يدخل الميت قبره إلا الرجال ما كانوا موجودين، ويدخله فيه أفقههم، وأقربهم رحما، وأحب أن يكونوا وترا ثلاثة، أو خمسة.

                                                                            قال رحمه الله: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم غسله علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره، ويروى أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف.

                                                                            وعن عبد الرحمن بن أبزى، قال: صليت مع عمر على زينب، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فكبر أربعا، ثم أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخلها قبرها؟ فأرسلن إليه: يدخلها قبرها من كان يراها في حياتها، قال: صدقن. [ ص: 397 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية