الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل للذين آمنوا يغفروا  

                                                                                                                                                                                                                                      معناه في الأصل حكاية بمنزلة الأمر، كقولك: قل للذين آمنوا اغفروا فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم لأنه أمر، وإذا كان على الخبر مثل قوله: قل للذين آمنوا يغفروا ، وقل لعبادي يقولوا ) و قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ، فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط [ ص: 46 ] كأنه قولك: قم تصب خيرا، وليس كذلك ، ولكن العرب إذا خرج الكلام في مثال غيره وهو مقارب له عربوه بتعريبه، فهذا من ذلك، وقد ذكرناه في غير موضع، ونزلت قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله في المشركين قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال أهل مكة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ليجزي قوما بما كانوا يكسبون قرأها يحيى بن وثاب: لنجزي بالنون ، وقرأها الناس بعد ليجزي قوما

                                                                                                                                                                                                                                      بالياء وهما سواء بمنزلة قوله: وقد خلقتك من قبل ، وقد خلقناك من قبل وقد قرأ بعض القراء فيما ذكر لي: ليجزى قوما، وهو في الظاهر لحن، فإن كان أضمر في " يجزى " فعلا يقع به الرفع كما تقول: أعطي ثوبا ليجزى ذلك الجزاء قوما فهو وجه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية