وقوله: قل للذين آمنوا يغفروا
معناه في الأصل حكاية بمنزلة الأمر، كقولك: قل للذين آمنوا اغفروا فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم لأنه أمر، وإذا كان على الخبر مثل قوله: قل للذين آمنوا يغفروا ، وقل لعبادي يقولوا ) و قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ، فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط [ ص: 46 ] كأنه قولك: قم تصب خيرا، وليس كذلك ، ولكن العرب إذا خرج الكلام في مثال غيره وهو مقارب له عربوه بتعريبه، فهذا من ذلك، وقد ذكرناه في غير موضع، ونزلت قوله:
قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله في المشركين قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال أهل مكة.
وقوله: ليجزي قوما بما كانوا يكسبون قرأها يحيى بن وثاب: لنجزي بالنون ، وقرأها الناس بعد ليجزي قوما
بالياء وهما سواء بمنزلة قوله: وقد خلقتك من قبل ، وقد خلقناك من قبل وقد قرأ بعض القراء فيما ذكر لي: ليجزى قوما، وهو في الظاهر لحن، فإن كان أضمر في " يجزى " فعلا يقع به الرفع كما تقول: أعطي ثوبا ليجزى ذلك الجزاء قوما فهو وجه.


