ووجه بترك رومية من عنده رجلين فاتفق الكل على لعن آريوس وأصحابه ، ولعنوه وكل من قال بمقالته ، ووضعوا الأمانة ، وقالوا : إن الابن مولود من الأب قبل كون الخلائق ، وإن الابن من طبيعة الأب غير مخلوق .
واتفقوا على أن يكون فصح النصارى يوم الأحد ، ليكون بعد فصح اليهود ، وأن لا يكون فصح اليهود مع فصحهم في يوم واحد ، ومنعوا أن يكون للأسقف زوجة ، وذلك أن الأساقفة منذ وقت الحواريين إلى مجمع الثلاثمائة والثمانية عشر كان لهم نساء ، لأنهم كانوا إذا صيروا واحدا أسقفا وكانت له زوجة ثبتت معه ولم تتنح عنه ما خلا البتاركة ، فإنه لم يكن لهم نساء ، ولا كانوا يصيرون أحدا له زوجة بتركا .
قال : وانصرفوا مكرمين محظوظين ، وذلك في سبع عشرة سنة من ملك قسطنطين الملك ، وأمر بثلاث سنن : ( أحدها ) : كسر الأصنام وقتل من يعبدها .
( والثانية ) : أمر أن لا يثبت في الديوان إلا أولاد النصارى ، ويكونوا هم الأمراء والقواد .
[ ص: 557 ] ( والثالث ) : أن يقيم الناس جمعة الفصح فالجمعة التي بعدها لا يعملون فيها عملا ولا يكون فيها حرب .
وتقدم قسطنطين إلى أسقف بيت المقدس أن يطلب موضع المقبرة والصليب ويبني الكنائس ، ويبدأ ببناء بيت القبابة .
فقالت هيلانة أمه : إني نذرت أن أسير إلى بيت المقدس وأطلب المواضع المقدسة وأبنيها ، فدفع إليها الملك أموالا جزيلة ، وسارت مع أسقف بيت المقدس ، فبنت كنيسة القيامة في موضع الصليب وكنيسة قسطنطين .