الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ويكره أن يدخل الكافر قبر أحد من قرابته من المؤمنين ; لأن الموضع الذي فيه الكافر تنزل فيه السخطة واللعنة فينزه قبر المسلم عن ذلك ، وإنما يدخل قبره المسلمون ليضعوه على سنة المسلمين ، ويقولوا عند وضعه : باسم الله وعلى ملة رسول الله ، وإذا وضع في اللحد قال واضعه : باسم الله وعلى ملة رسول الله ، وذكر الحسن في المجرد عن أبي حنيفة أنه يقول : " باسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله " لما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدخل ميتا قبره أو وضعه في اللحد قال : باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله } وهكذا روي عن علي أنه كان إذا دفن ميتا أو نام قال : باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله وكان يقول : النوم وفاة قال الشيخ أبو منصور الماتريدي : معنى هذا باسم الله دفناه وعلى ملة رسول الله دفناه .

                                                                                                                                وليس هذا بدعاء للميت ; لأنه إذا مات على ملة رسول الله لم يجز أن تبدل عليه الحالة ، وإن مات على غير ذلك لم يبدل إلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ولكن المؤمنين شهداء الله في الأرض ، فيشهدون بوفاته على الملة وعلى هذا جرت السنة ، ويوضع على شقه الأيمن متوجها إلى القبلة لما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : { شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل فقال يا : علي استقبل به استقبالا وقولوا جميعا باسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، وضعوه لجنبه ولا تكبوه لوجهه ولا تلقوه لظهره } .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية