الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في الرجل يقول لعبده : أنت حر إن دخلت هذه الدار ، فيقول العبد : قد دخلتها]

                                                                                                                                                                                        قال ابن القاسم فيمن قال لعبده : أنت حر إن دخلت هذه الدار ، أو لامرأته أنت طالق إن دخلتها ، فقالا بعد ذلك : دخلناها ، إنه يؤمر بعتق عبده وطلاق امرأته ولا يجبر على ذلك بالقضاء . وكذلك إن قال : إن كنتما دخلتما هذه الدار فقالا : قد دخلناها .

                                                                                                                                                                                        وكذلك إن قال لأمته : أنت حرة إن كنت تحبيني ، فقالت : أنا أبغضك ، أو كنت تبغضيني فقالت : أنا أحبك أو قال ذلك لزوجته ، أو قال : إن كتمتني ، فتخبره الخبر ، قال : إنه لا يقيم عليهما; لأنه لا يدري أصدقته أم لا ؟ فقال فهذا كله وما أشبهه على هذا يؤمر ولا يجبر . [ ص: 3749 ]

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ - رضي الله عنه - : فهذا كله كما قال من باب الشك لا يدري هل حنث أم لا؟ فيؤمر بالعتق والطلاق لإمكان أن يكون حنث ، ولا يجبر لإمكان أن يكون لم يحنث .

                                                                                                                                                                                        وقال في المجموعة : قوله : أنت حرة إن كنت تحبيني ، فقالت : أنا أبغضك أشد; لأنا نعلم أنها لو كانت تبغضه ما قالت ما يلزمها ما تكره منه ، ولكن حبه دعاها إلى أنها لم تذكر محبته مخافة من الخروج من يده . وكذلك هذا في الطلاق وقال : إلا أن يقول : نويت ما تعلمني من ذلك فأرى ذلك له مع يمينه . [ ص: 3750 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية