قال من حسن تقدير الكاتب ألا يفرق بين المضاف والمضاف إليه في سطر ، وكذا أعزه الله ، وكذا أحد عشر لأنه كاسم واحد ، ويستحسن المشق في الشين والسين إلا في أواخر الكلم نحو الناس ، وأصل المشق في اللغة الخفة ، يقال : مشق بالرمح ومشق الرجل الرغيف إذا أكله أكلا خفيفا ، فمعنى مشق الكاتب إذا خفف يده ، وهذا اختيار محدث ، وأما رؤساء الكتاب المتقدمين فكانوا يكرهون المشق كله وإرسال اليد ويقول بعضهم : هو للمبتدي مفسدة لخطه ودليل على تهاونه بما يكتبه . وقد ذكره الفقهاء أن يكتب بسم الله بغير سين . أبو جعفر النحاس :
ويستحسنون إذا توالت السين والشين في كلمة أن يقدر الكاتب فصلا بمدة . ويستحسنون في كتابة نحو بين أن يرفع الوسطى من الثلاث فرقا بين ذلك وبين السين والشين ، ويستحبون أن تكون الكاف غير مشقوقة إذا كانت طرفا عندهم ، ويحبون تعليمها إذا كانت متوسطة ولا تعلم إذا كانت طرفا ، ويستحبون أن تكون الألفاظ سهلة سمحة غير بشعة .
ومما يستحسنون توقيعه إلى كاتبه : إياك والتتبع لحوشي الكلام طمعا في نيل البلاغة فإن ذلك العي الأكبر ، وعليك بما يسهل مع تجنبك للألفاظ السفلى . وكذا ما روي من صفة لإبراهيم بن مهدي يحيى بن زياد الكاتب فإنه قال : أخذ بذمام الكلام فقاده أسهل مقاد ، وساقه أحسن مساق ، فاسترجع به القلوب النافرة ، واستصرف به الأبصار الطامحة .
قال : لم أر قوما أمثل طبقة في البلاغة من الكتاب وذلك لأنهم التمسوا ما لم يكن متوعرا من الألفاظ حوشيا ، ولا ساقطا عاميا . الجاحظ
وقال محمد [ ص: 165 ] بن الفضل صاحب كتاب الديباج : يجب للكاتب أن يعدل بكلامه عن الغريب الحوشي ، والعامي السوقي ، والرذل السليقي ، ويجانب التقعير ، ويجب أن يعمل نفسه في تنزيل الألفاظ ، وسئل أعرابي من أبلغ الناس ؟ قال : أسهلهم لفظا وأحسنهم بديهة ، وقد سبق في فصول رد السلام رد جواب الكتاب وما يتعلق بذلك .
وروى أبو داود في الخراج عن عن عمرو بن عثمان محمد بن حرب عن أبي مسلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده وفي نسخة أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال له : { } ورواه أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا عن أحمد أحمد بن عبد الملك الحراني عن عن محمد بن حرب الأبرش سليمان عن صالح عن جده صالح قال فيه نظر وقال البخاري : في الثقات يخطئ . ابن حبان