الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          [ ص: 172 ] المجلس الرابع عشر

          في ذكر قصة شعيب عليه السلام

          الحمد لله القديم فلا يقال متى كان ، العظيم فلا يحويه مكان ، أنشأ آدم وأخرج ذريته بنعمان ، ورفع إدريس إلى أعالي الجنان ، ونجى نوحا وأهلك كنعان ، وسلم الخليل بلطفه يوم النيران ، ويوسف من الفاحشة حين البرهان ، وبعث شعيبا إلى مدين ينهى عن البخس والعدوان ، ويناديهم في ناديهم ولكن صمت الآذان قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان .

          أحمده حمدا يملأ الميزان ، وأصلي على رسوله محمد الذي فاق دينه الأديان ، وعلى صاحبه أبي بكر أول من جمع القرآن ، وعلى عمر الفاروق الذي كان يفرق منه الشيطان ، وعلى زوج الابنتين عثمان بن عفان ، وعلى علي بحر العلوم وسيد الشجعان ، وعلى عمه المستسقي فأقبل السح الهتان .

          قال الله عز وجل : وإلى مدين أخاهم شعيبا .

          قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب ، وقال مقاتل : مدين هذا هو ابن إبراهيم الخليل لصلبه ، وقال أبو سليمان الدمشقي : هو مدين بن مديان بن إبراهيم .

          والمعنى : أرسلنا إلى ولد مدين ، فعلى هذا هو اسم قبيلة .

          وشعيب هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم ، أرسل إلى مدين وهو ابن عشرين سنة ، وكانوا مع كفرهم يبخسون المكاييل والموازين ، فدعاهم إلى التوحيد ونهاهم عن التطفيف ، وكان يقال له : خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية