الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
67- قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة إلى آخر القصة فيها أحكام.

الأول استدل بقوله: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة إن الآمر لا يدخل في عموم الأمر فإن موسى لم يدخل في عموم الأمر بدليل قوله: فذبحوها وما كادوا يفعلون ولا يظن بموسى ذلك ذكره الزركشي في شرح جمع الجوامع.

الثاني: استدل به بكر بن العلاء على أن السنة في البقرة الذبح.

الثالث: استدل به على جواز ورود الأمر مجملا وتأخير بيانه.

الرابع: استدل بقوله: لا فارض ولا بكر وبقوله: مسلمة على جواز الاجتهاد واستعمال غالب الظن في الأحكام; لأن ذلك لا يعلم إلا من الاجتهاد.

[ ص: 30 ] الخامس: استدل على أن المستهزئ يستحق سمة الجهل ، ذكر محمد بن مسعود أن عبيد الله بن الحسن العنبير القاضي مازحه فقال له: لا تجهل ، قال: وأنى وجدت المزاح جهلا فتلا عليه: أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين

السادس: فيها الإرشاد إلى الاستثناء في الأمور في قوله: وإنا إن شاء الله لمهتدون

السابع: فيها دليل لأهل السنة على المعتزلة; لأن الأمر لا يستلزم المشيئة ، قاله الماتريدي.

الثامن: استدل بالآية على حصر الحيوان بالوصف وجواز السلم فيه.

التاسع: قال المهدوي في قوله: فافعلوا ما تؤمرون دليل على أن الأمر على الفور ، قال ابن الفرس: ويدل على ذلك أنه استقصرهم حين لم يبادروا إلى فعل ما أمرهم به ، وقال: فذبحوها وما كادوا يفعلون

التالي السابق


الخدمات العلمية