الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              83 [ 46 ] وعن جرير ; قال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم .

                                                                                              وفي رواية : على السمع والطاعة - فلقنني : فيما استطعت - : والنصح لكل مسلم .

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 358 و 361 و 364 و 365 ) ، والبخاري ( 57 ) ، ومسلم ( 56 ) ، وأبو داود ( 4945 ) ، والنسائي ( 7 \ 153 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قول جرير : " بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم " ) كانت مبايعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه مرات متعددة في أوقات مختلفة ، بحسب ما كان يحتاج إليه من تجديد عهد ، أو توكيد أمر ; فلذلك اختلفت ألفاظها ; كما دلت عليه الأحاديث الآتية .

                                                                                              و (قوله : " فلقنني : فيما استطعت ") رويناه : بفتح التاء على مخاطبته إياه ; وعلى هذا : فيكون قوله : " فيما استطعت " من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - مخاطبا له به ، فلا يحتاج جرير إلى التلفظ بهذا القول . ورويناه : بضم التاء للمتكلم ، وعلى هذا : [ ص: 245 ] فيكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن ينطق بهذا اللفظ ; فكأنه قال له : قل : " فيما استطعت " ، وعليه فيحتاج جرير إلى النطق بذلك امتثالا للأمر . وعلى الوجهين : فمقصود هذا القول التنبيه على أن اللازم من الأمور المبايع عليها هو ما يطاق ويستطاع ، كما هو المشترط في أصل التكليف ; كما قال تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [ البقرة : 286 ] . ويشعر الأمر بقول ذلك اللفظ في حال المبايعة : بالعفو عن الهفوة والسقطة ، وما وقع عن خطأ أو تفريط .




                                                                                              الخدمات العلمية