الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      56 أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن محمد بن الوليد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه وأهريقوا على بوله دلوا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      56 ( فتناوله الناس ) أي بألسنتهم ولمسلم فقالوا مه مه ( وأهريقوا ) قال ابن التين هو بإسكان الهاء ، ونقل عن سيبويه أنه قال أهراق يهريق إهرياقا مثل اسطاع يسطيع سطياعا بقطع الألف وفتحها في الماضي وضم الياء في المستقبل ، وهي لغة في أطاع يطيع ، فجعلت السين والهاء عوضا من ذهاب حركة عين الفعل قال وروي بفتح الهاء ووجه بأنها مبدلة من الهمزة ؛ لأن أصل هراق أراق ثم اجتلبت الهمزة وسكنت الهاء عوضا من حركة عين الفعل كما تقدم فتحريك الهاء على إبقاء البدل والمبدل منه ، وله نظائر ، وذكر له الجوهري توجيها آخر أن أصله أأريقه فأبدلت الهمزة الثانية هاء للخفة ، وجزم ثعلب في الفصيح بأن أهريقه بفتح الهاء وقد [ ص: 49 ] بسطت الكلام عليه في عقود الزبرجد ( فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) إسناد البعث إليهم على طريق المجاز ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر ، لكنهم لما كانوا في مقام التبليغ عنه في حضوره وغيبته أطلق عليهم ذلك ، أو هم يبعثون من قبله بذلك أي مأمورون ، وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات يقول يسروا ولا تعسروا




                                                                                                      الخدمات العلمية