الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                البحث التاسع : في معنى قول الفقهاء : المتطهر ينوي رفع الحدث .

                                                                                                                اعلم أن الحدث له معنيان في اصطلاح الفقهاء : أحدهما الأسباب الموجبة يقال : أحدث إذا خرج منه ما يوجب الوضوء ، وثانيهما المنع المرتب على هذه الأسباب ، فإن من صدر منه سبب من هذه الأسباب ، فقد منعه الله تبارك وتعالى من الإقدام على العبادة حتى يتوضأ ، وليس يعلم للحدث معنى ثالث بالاستقراء .

                                                                                                                والقصد إلى رفع الحدث الذي هو السبب محال لاستحالة رفع الواقع فيتعين أن يكون المنوي هو رفع المنع ، وإذا ارتفع المنع ثبتت الإباحة فيظهر بهذا البيان بطلان القول بأن الحدث يرتفع عن كل عضو على حياله ; لأن المنع باق بالإجماع حتى تكمل الطهارة ، وبطلان القول بأن التيمم لا يرفع الحدث ، فإن الإباحة حاصلة به فيكون الحدث مرتفعا ضرورة ، وإلا لاجتمع المنع مع الإباحة ، وهما ضدان .

                                                                                                                سؤال : إذا كان الحدث منعا شرعيا ، والمنع حكم الله تعالى ، وحكمه قديم واجب الوجود ، فكيف يتصور رفع واجب الوجود ؟

                                                                                                                جوابه : هذا السؤال عام في سائر الأحكام المحكوم بتجددها عند الأسباب [ ص: 253 ] والجواب في الجميع أن الحكم مرتفع ، ومتجدد باعتبار تعلقه لا باعتبار ذاته ، والتعلق عدمي ممكن الارتفاع ، ولو كان قديما ، فإن القديم لا يستحيل رفعه إلا إذا كان وجوديا على ما تقرر في علم الكلام .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية