الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب لا نذر في معصية ولا في ما لا يملك.

                                                                            2446 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، نا أبو العباس الأصم .

                                                                            ح، وأنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، ومحمد بن أحمد العارف ، قالا: أنا أبو بكر الحيري ، أنا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا سفيان ، وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن عمران بن حصين ، أن قوما أغاروا، فأصابوا امرأة من الأنصار، وناقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت المرأة والناقة عندهم، ثم انفلتت المرأة، فركبت الناقة، فأتت المدينة ، فعرفت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إني نذرت لئن أنجاني الله عليها لأنحرنها، فمنعوا أن تنحرها حتى يذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: " بئس ما جزيتها أن نجاك الله عليها أن تنحريها، لا نذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم " .

                                                                            وقالا معا أو أحدهما في الحديث: وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته. [ ص: 33 ] .

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم ، عن زهير بن حرب ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب .

                                                                            قال الإمام: فيه بيان أن النذر لا ينعقد في المعصية، ولا يلزمه به شيء حتى لو نذر صوم يوم العيد لا يجب عليه شيء.

                                                                            ولو نذر نحر ولده، فباطل، وإليه ذهب جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم ابن عمر ، وهو قول مالك ، والشافعي .

                                                                            وذهب قوم إلى أن من نذر معصية يلزمه كفارة يمين، وهو قول الثوري ، وأصحاب الرأي ، وأحمد ، وإسحاق .

                                                                            روي أن امرأة أتت إلى عبد الله بن عباس ، فقالت: إني نذرت أن أنحر ولدي، فقال: لا تنحري ابنك، وكفري عن يمينك .

                                                                            وروي عن عكرمة ، عن ابن عباس في الذي يجعل ابنه نحيرة، قال: يهدي كبشا.

                                                                            وقال أصحاب الرأي: ولو نذر صوم يوم العيد يجب عليه صوم يوم آخر، ولو نذر ذبح ولده، عليه ذبح شاة، واتفقوا على أنه لو نذر ذبح والده، أو قتل ولده أنه لا يلزمه الشاة، واحتج من أوجب كفارة اليمين في نذر المعصية بما.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية