الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أيحسبون أنما نمدهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : أيحسبون قال : قريش ، أنما نمدهم به قال : نعطيهم : من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات نريد بهم الخير؟ بل نملي لهم ولكن لا يشعرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون قال : مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم، فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم، ولكن [ ص: 598 ] اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ : ( يسارع لهم في الخيرات ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي في "سننه" عن الحسن ، أن عمر بن الخطاب أتي بفروة كسرى بن هرمز، فوضعت بين يديه، وفي القوم سراقة بن مالك، فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة، فأخذهما فجعلهما في يديه، فبلغتا منكبيه فقال : الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يد سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج ، ثم قال : اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك، فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا، اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكرا منك بعمر . ثم تلا : أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 599 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يزيد بن ميسرة قال : أجد فيما أنزل الله على موسى : أيفرح عبدي المؤمن أن أبسط له الدنيا وهو أبعد له مني؟ أويجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني . ثم تلا : أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية