الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1813 (قال أبو عبد الله: قال إسحاق: وإن كان ناقصا فهو تمام).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو عبد الله هو البخاري نفسه، وليس هذا بموجود في كثير من النسخ. قوله: " قال إسحاق" ؛ قال صاحب (التلويح): إسحاق هذا هو ابن سويد بن هبيرة العدوي، عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وتبعه صاحب (التوضيح) على هذا، وقال بعضهم: ادعى مغلطاي وهو صاحب (التلويح) أن المراد بإسحاق هو ابن سويد العدوي راوي الحديث، ولم يأت على ذلك بحجة. وقال: إسحاق هو ابن راهويه. (قلت): قول صاحب (التوضيح) أقرب إلى الصواب، بل الظاهر أن إسحاق هو ابن سويد؛ لأنه ممن روى هذا الحديث فالأقرب أن يكون هو إياه، فهذا القائل يرد على صاحب (التلويح) فيما قاله بأنه لم يأت بحجة، فهذا ادعى أنه إسحاق بن راهويه وأين حجته على ذلك؟ فإن قيل: حجته أن الترمذي نقل هذا، أعني قوله: وإن كان ناقصا [ ص: 284 ] فهو تمام عن إسحاق بن راهويه، يقال له: حجة صاحب (التلويح) أقوى فيما قاله؛ لأنه ينسبه إلى راوي الحديث الذي فيه، وما نسبه الترمذي إلى إسحاق بن راهويه يكون من باب توارد الخواطر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإن كان ناقصا فهو تمام" يعني وإن كان كل واحد من شهري العيد ناقصا، أي: وإن كان عددهما ناقصا في الحساب فهو تمام في الثواب والأجر، وقد روى أبو نعيم في (مستخرجه) عن إسحاق العدوي من رواية مسدد بالإسناد المذكور بلفظ: " لا ينقص رمضان ولا ينقص ذو الحجة" وروى البيهقي من طريق يحيى بن محمد بن يحيى عن مسدد بلفظ: " شهرا عيد لا ينقصان" كما هو لفظ الترجمة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية