الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        10809 - أخبرنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه ، معلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي ، فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك ، حتى تحل يميني فعلت ، فقال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله بن عمرو بن العاصي يحدث أنه بات معه ليلة ، أو ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل بشيء ، غير أنه إذا [ ص: 332 ] انقلب على فراشه ذكر الله ، وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، فيسبغ الوضوء ، قال عبد الله : غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث ليال ، كدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت تلك الثلاث مرات ، فأردت آوي إليك ، فأنظر عملك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فانصرفت عنه ، فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية