الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (53) قوله تعالى: الكتاب والفرقان .

                                                                                                                                                                                                                                      مفعول ثان لآتينا، وهل المراد بالكتاب والفرقان شيء واحد وهو التوراة؟ كأنه قيل: الجامع بين كونه كتابا منزلا وفرقانا يفرق بين الحق والباطل، نحو: رأيت الغيث والليث، وهو من باب قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      464 - إلى الملك القرم وابن الهمام . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      أو لأنه لما اختلف اللفظ جاز ذلك كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      465 - فقدمت الأديم لراهشيه     وألفى قولها كذبا ومينا



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      466 - . . . . . . . . .     وهند أتى من دونها النأي والبعد



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 359 ] وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      467 - . . . . . .     أقوى وأقفر بعد أم الهيثم



                                                                                                                                                                                                                                      قال النحاس: "هذا إنما يجوز في الشعر، فالأحسن أن يراد بالفرقان ما علمه الله موسى من الفرق بين الحق والباطل".

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الواو زائدة، و"الفرقان" نعت للكتاب أو "الكتاب" التوراة، و"الفرقان" ما فرق به بين الكفر والإيمان، كالآيات من نحو العصا واليد، أو ما فرق به بين الحلال والحرام من الشرائع.

                                                                                                                                                                                                                                      والفرقان في الأصل مصدر مثل الغفران، وقد تقدم معناه في فرقنا بكم البحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الفرقان هنا اسم للقرآن، قالوا: والتقدير: ولقد آتينا موسى الكتاب ومحمدا الفرقان.

                                                                                                                                                                                                                                      قال النحاس: "هذا خطأ في الإعراب والمعنى، أما الإعراب فلأن المعطوف على الشيء مثله، وهذا يخالفه، وأما المعنى فلقوله: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية