الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (66) قوله تعالى: نكالا : مفعول ثان لـ(جعل) التي بمعنى صير، والأول هو الضمير وفيه أقوال:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: يعود على المسخة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: على القرية لأن الكلام يقتضيها، كقوله: فأثرن به نقعا أي بالمكان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: على العقوبة، وقيل: على الأمة.

                                                                                                                                                                                                                                      والنكال: المنع، ومنه النكل اسم للقيد من الحديد واللجام؛ لأنه يمنع به، وسمي العقاب نكالا؛ لأنه يمنع به غير المعاقب أن يفعل فعله، ويمنع المعاقب أن يعود إلى فعله الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      والتنكيل: إصابة الغير بالنكال ليردع غيره، ونكل عن كذا ينكل نكولا امتنع، وفي [ ص: 416 ] الحديث: "إن الله يحب الرجل النكل" أي: القوي على الفرس.

                                                                                                                                                                                                                                      والمنكل ما ينكل به الإنسان قال:


                                                                                                                                                                                                                                      528 - فارم على أقفائهم بمنكل ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في يديها وخلفها كالضمير في " جعلناها " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وموعظة عطف على نكالا وهي مفعلة من الوعظ وهو التخويف، وقال الخليل: التذكير بالخير فيما يرق له القلب، والاسم: العظة كالعدة والزنة.

                                                                                                                                                                                                                                      و"للمتقين" متعلق بـ(موعظة).

                                                                                                                                                                                                                                      واللام للعلة، وخص المتقين بالذكر - وإن كانت موعظة لجميع العالم: البر والفاجر - لأن المنتفع بها هم هؤلاء دون من عداهم، ويجوز أن تكون اللام مقوية؛ لأن "موعظة" فرع على الفعل في العمل فهو نظير فعال لما يريد فلا تعلق لها لزيادتها، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف لأنها صفة لـ(موعظة)، أي: موعظة كائنة للمتقين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية